أكثر من مرة تحدثت وتحدث غيري عن الموضوع بالتحديد لما يحمله من أهمية وبما يكتنفه من غموض وتساهُل في حقوق العماله (مواطن أو مقيم) ولا أجد تغييراً واضحاً وجذرياً يتعهد بوضع سياسة واضحة للإسراع بحل هذه القضية الملحة والمهمة.وعلاجها من أساسها. في الأسبوع الماضي نشرت صحف عدة خبر تجمع 100 عامل نظافة في محافظة المجمعة لم يتسلموا رواتبهم منذ تسعة أشهر... وامتناع المسؤول في الشركة المنتسبين إليها عن التعقيب وانتهى الخبر بتعهد مسؤول في مكتب العمل في محافظتهم بالتدخل لحل مشكلتهم خلال عشرة أيام. مع محاولة إعادتهم إلى أعمالهم في أسرع وقت ممكن ومحاولة إعطائهم رواتبهم خلال الفترة نفسها. لن أعيد وأكرر نفسي وأنادي بتطبيق الحديث الشريف: (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عَرَقُه)، لأنه حديث معروف وتم تحفيظه لنا منذ الصف الرابع الابتدائي ولم نحاول جهدنا أن نحافظ على التوجيه النبوي الشريف الذي يؤسس إحدى دعامات حقوق الإنسان وحقوق العامل. بمعنى لم توضح آلية معينة للتأكد من محافظة الشركات على تطبيقه وعقوبتها بغرامة مضاعفة كما في غرامة المرور، لأنها أخّلت ببند مهم من بنود السلامة المجتمعية، ناهيك عن سلامه الأفراد وحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية وقبلها الإنسانية. سلامة المجتمع من سلامه الأفراد وإشباع حاجاتهم الأساسية، وأعلم - كما يعلم غيري - أن بعض العمالة تمتنع عن أداء العمل كرسالة قوية وصارخة لتنادي بحقوقها المشروعة، وكلنا يعلم أن بعضهم يُهَدَّد بالترحيل أو بمضاعفة خصم الراتب المحجوب أصلاً بواقع اليوم بيومين عن كل يوم يتم به الامتناع عن أداء العمل، وما يشكله ذلك من خطورة على سير العمل في المنشأه وخطورة. على احتمالية إقدام العامل على الانتقام من المجتمع ثأراً لعدم إعطائه حقوقه المشروعة وأكرر «المشروعة»، وأضع تحتها مليون خط أحمر بالعريض أيضاً. وحتى لا تعود وتظهر مثل هذه الأخبار السيئة التي لا أعرف لماذا يتجاهلها البعض من الذين يسارعون لرفع قضايا على بعض البرامج وعلى بعض الأشخاص بتهمة تشويه وجه المجتمع... فلماذا لا نعتبر أن مثل هذا التساهل في إعطاء الحقوق (يمثل تشويهاً كبيراً أيضاً تشويهاً يضرب دعائمنا التي نردد دائماً بأننا ملتزمون بها ومحافظون عليها، لأنها مستمدة من تعاليم ديننا الحنيف يوجهنا إلى عدم التأخير في إعطاء الأجير أجره من دون تأخير. علينا أن نعيّن مندوباً خاصاً من مكتب العمل مهمته التأكد من حصول العمالة على حقوقها شهراً بشهر، وقبلها التأكد من الالتزام ببنود العقد المبرم والمطالبة بحقوق العمالة من دون أن ننتظرهم أن يطالبوا بها. ماذا نتوقع من عامل اتفق على راتب قدرة 600 ريال وعندما أنهي إجراءات سفره أخبروه بأن الراتب 500 ريال، وعندما وصل أخبروه بأنه صار 400 ريال، مخصوم منه 100 ريال إعاشة وطعام وما تبقى وهو مبلغ 300 ريال، لا يتسلمها إلا بعد أشهر، لذا عليه أن يصبر حتى والجوع يقرص بطنه، لأن الله مع الصابرين.. إذاً، صبروا! [email protected]