لقي أربعة طلاب كويتيين حتفهم، وأصيب اثنان آخران بإصابات مختلفة، في حادثة مرورية تعرضوا لها ظهر أول من أمس، أثناء عودتهم من مدارسهم في مركز حنيذ (مئة كيلومتر جنوب النعيرية)، وذلك إثر انقلاب مركبتهم، فيما كان الطلاب وهم أقارب، متوجهين من مدرستهم، إلى منازلهم في هجرة عرج، التي تبعد عن مدرستهم نحو 40 كيلومتراً. ويدرس الطلاب في المرحلة الابتدائية، ما عدا أحدهم الذي يدرس في نهاية المرحلة المتوسطة. وكان وقع الحادثة أليماً في نفوس زملائهم، الذين لم يحضر بعضهم إلى المدرسة في اليوم التالي، بعد مشاهدته الحادثة الأليمة، وما حل في زملائهم. وقال رئيس وحدة الحوادث في مرور النعيرية النقيب الحسين بن علي: «إن سائق سيارة من نوع «بيك آب»، طالب (15 سنة)، برفقته خمسة من أقاربه، وجميعهم كويتيو الجنسية»، موضحاً أن سبب الحادثة هو «السرعة، وعدم التحكم في المركبة، لكون الطريق بمسار واحد، ويكثر عليه مرور السيارات». فيما ذكرت مصادر أخرى، أن السبب «انفجار أحد الإطارات الأمامية للسيارة، ما أدى إلى انحرافها عن مسارها، وارتطامها في عبّارة تصريف مياه في الطريق، ليلقى أربعة من الطلاب حتفهم، ويصاب الاثنان الآخران». وبين الحسين، أن «الإجراءات الرسمية تتخذ مجراها، من قبل ذويهم، ومن قبل السفارة الكويتية، والجهات المعنية في ذلك». ولفت إلى أن «عدم وجود شبكة اتصال، أو ضعفها على الطريق، أدى إلى عدم إبلاغ الجهات الأمنية بالحادثة، إلا بعد مدة من وقوعها، إذ قام زملاؤهم والمارة بنقل اثنين من المتوفين والمصابين، إلى مستشفى الأمير سلطان في عريعرة، واثنان نقلا من قبل المسافرين إلى مستشفى الأمير سلطان في مليجة (على بعد 150 كيلومتراً من موقع الحادثة). بدوره، ذكر مدير مستشفى الأمير سلطان في عريعرة عبد الرحمن العجمي، أن «المستشفى استقبل أربعة حالات لطلاب، اثنان منهم متوفين قبل وصولهم إلى المستشفى، والآخران مصابان بإصابات متفرقة، وهم: حماد سالم العجمي (12 سنة)، وهو مصاب بجرح عميق في الأنف وكسر في اليد اليمنى، وكسر في الفك، وجرح عميق في الوجه. ومنصور عبد الرحمن العجمي (10 سنوات)، مصاب بإصابة في الرأس. وتم عمل الإسعافات اللازمة لهما في المستشفى، ومن ثم أحيلا إلى مجمع الدمام الطبي. وتم إيداع المتوفين في ثلاجة الموتى، لاستكمال الإجراءات الرسمية من قبل ذويهم». يُشار إلى أن الطريق الذي شهد الحادثة، والذي ينطلق من محافظة النعيرية جنوباً، ليلتقي مع طريق الرياض – الدمام السريع، بطول مئتي كيلومتر، يفتقد إلى وجود فرق إسعافية، ما عدا فرقة في مركز الصرار (55 كيلومتر جنوب النعيرية). ويطالب الأهالي والمسافرون بوضع فرق إسعافية على الطريق، أو في أقرب مركز، مثل عريعرة، التي تتوسط الطريق، ونقطة ملتقى طرق. كما يعاني من ضعف شبكات الاتصال في بعض المواقع. علماً بأنه تم اعتماد طريق مزدوج بطول هذا الطريق من قبل وزارة النقل، في الأشهر الماضية. ويأمل أهالي المراكز التي يمر فيها الطريق والمسافرون، بأن ينجز هذا الطريق في الوقت المحدد، حتى لا يفقدوا ضحايا جُددًا، بسبب ضيق الطريق، وكثافة حركة السفر عليه. كما يتمنون بأن تكون هناك دوريات أمنية على طول هذا الطريق، وبخاصة مع قرب إجازة الصيف، التي يكثر بها المسافرون، وبخاصة من المقيمين في دول الخليج، المتوجهون إلى دول الشام.