حضرت قضايا ترجمة الأدب السعودي وهمومه وتحدياته الشائكة في «غاليري طوى»، الذي نظم ثالث نشاطاته أخيراً، في حضور عدد من المثقفين والمهتمين بالترجمة، إضافة إلى أعضاء نادي الكتاب Book Club، الذي تأسس قبل عشرين عاماً، ويضم في عضويته كتاباً ومهتمين من دول العالم. وقدم الكاتب عادل الحوشان صاحب الغاليري ودار النشر، ورقة التي تناولت الكتابة وحركة تطوّر التجربة الإبداعية في السعودية، من خلال تجربتي الشعر والرواية. قال إن الروائي عبدالرحمن منيف «شكّل تجربة نموذجية بعد مجموعة من الكتابات القليلة في الشكل الروائي»، معتبراً أن النفّس الملحمي التاريخي الذي خاضه منيف في تجربته الروائية «وضع أساساً مهماً في خريطة الكتابة العربية الروائية، إضافة إلى غازي القصيبي ورجاء عالم وعبده خال»، مضيفاً أن الانفتاح الذي مثله شكل الكتابة الجديد، من خلال الإنترنت والخروج من حصار الإعلام الثقافي «أنتج أسماء جديدة تأتي من خارج السياق الثقافي، ومن داخل مناخ الكتابة الجديدة، فتحولت التجربة الكتابية السعودية إلى فوضى لا يمكن متابعتها ولا الحكم عليها». وفي رأي الحوشان أنه «من هنا بدأت أسماء جديدة للترويج لنفسها، والعمل على الاستفادة من وسائل الاتصال، لخلق فضاء من العلاقات العامة، والاستفادة منها في ترويج أعمال جديدة لم تخضع لأعراف الكتابة واللغة، ولا لأهمية تركها لتنضج في خميرة تجمع بين أشكال الفنون كلها وتجربة الحياة بكل أبعادها ومواقفها، بدلاً من تحويل أي كتابة كانت إلى مشروع تتم إحالته إلى العالم، بصفته عملاً سعودياً يضاف إلى ذلك أن العالم أصبح شغوفاً بمعرفة ما يحدث، من خلال اهتمامه بكل ما يتجاوز التابو المحرّم، وهذا ما صنع لعبة جديدة في الكتابة الروائية تستثمر شغف الحكاية إلى استثمارها من دون أدوات لجعلها ثيمة تحقق الرغبة في الاكتشاف والمعرفة المموهة، مستغلةً هذا الشغف الذي مثله الطلب المعرفي العالمي تجاه بلدٍ انتقل أدبياً من الظل إلى الضوء بفعل أحداث أعادت صياغة العالم وأسهمت في تداول مفاهيم جديد للديموقراطية والإرهاب في الوقت نفسه! وهذا ما قلل من قيمة (النبل الفني) وأهمية التجربة وأهمية النقد وأهمية القراءة، وأهمية استيعاب الفن معرفياً وجمالياً». وحول ترجمة الأدب السعودي إلى لغات أخرى، قال الحوشان إن «هذه العلاقات رسمت خريطة ترجمة إلى اللغات العالمية، وبرزت مؤسسات نشر تجارية في العالم تسعى إلى التقاط الهامش لتقدمه بصفته متناً أدبياً، وراح القليل من الأعمال السعودية التي تمثّل أهم تجاربنا الروائية للعيش في الظل، متمسكةً بحقيقتها وأهميتها ودورها، لتبقى تدلي أقدامها أمام مجتمع استهلاكي، يتعامل مع الكتاب على أنه ترف يستحق شتيمة (ثقافة) عن جدارة»!