اسرائيل كلها مالت نحو التطرف واليمين، لم يبقَ فرق بين يمين ويسار، فالكل متطرف، واسرائيل تعرّي نفسها أمام العالم. لا يوجد بينهم حمامة سلام. سمعت الكلمات السابقة من الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، في جلسة خاصة الأحد، فلم تمضِ 24 ساعة حتى كان الإسرائيليون يثبتون رأيه فيهم، وهم يرتكبون جريمة رهيبة ضد دعاة السلام في المياه الدولية. اسرائيل نزعت شرعيتها بيديها، فهي أصلاً بؤرة استيطانية غير شرعية قامت في أراضي الفلسطينيين بعد ان قتلت ودمرت وشردت، وبعد ان كذبت على العالم عقوداً تحت غطاء المحرقة، ارتكبت حكومتها وجيشها ضد الفلسطينيين الجرائم نفسها التي ارتكبها النازيون ضد اليهود. بعد عقود من الكذب لم يعد العالم يصدق مزاعم اسرائيل عن دولة محاصرة وجيش أخلاقي، فهي تحاصر الفلسطينيين، حتى أصبح قطاع غزة، معسكر اعتقال نازياً في الهواء الطلق، وهي تهدد الدول المجاورة وشعوبها، وحتى ايران على بعد ألف ميل، أما جيشها فلا أخلاق أبداً وانما عصابة نازية جديدة. ثمة حملة عالمية تقودها منظمات حقوق الإنسان وجماعات سلام وأفراد من النشطين في الجامعات والكنائس الغربية، خصوصاً الأميركية، لنزع الشرعية عن اسرائيل. ولكن ما عجز عنه كل هؤلاء نفذته اسرائيل نيابة عنهم، فجريمتها ضد أسطول السلام لن تضيع وتغيب كدماء النساء والأطفال الفلسطينيين، وانما نشهد ثورة أوروبية على اسرائيل وجريمتها التي تتجاوز حجمها في عشرات القتلى والجرحى، الى ابادة جنس لأن هذا ما أراد الجنود الإسرائيليون تنفيذه. كنت بعد مقابلة الرئيس الأسد، جلست مع الأخ خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس، وتحدثنا عن استحالة السلام مع دولة الجريمة التي اسمها اسرائيل، ولم ينقضِ الليل حتى كنا نسمع أخبار الجريمة ونتابعها على شاشات التلفزيون، واتصلت بالأخ خالد في الصباح ووجدت أنه لم ينمْ، وهو تحدث عن قرصنة اسرائيلية ضد ناس عزّل، ورجح أن تكون للجريمة مضاعفات خطيرة، فالشعب التركي معتصم، وشعوب أوروبا كلها تهاجم اسرائيل. وذهبت بعد هذه المهاتفة لرؤية الدكتور رمضان شلّح، رئيس الجهاد الإسلامي، حسب موعد مسبق، وهو بدوره دان الجريمة الفظيعة، وقال انه كان سيفاجأ لو أن اسرائيل تصرفت بإنسانية، وسمحت للسفن بالعبور الى غزة. وتابعت بعد ذلك الجريمة على القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، وكانت أول مرة أراها، والدكتور رمضان يترجم لنا عن العبرية التي يتقنها جيداً. أما الصديق عبدالله الدردري، نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية، فقال انه كان في جلسة عمل طغى عليها حديث الجريمة الإسرائيلية التي رأى انها دليل وحشية وغباء، وان اسرائيل لا بد أن تدفع الثمن. تزامن ارتكاب اسرائيل جريمتها مع حديثي في هذه الزاوية عن حملة ليكودية لئيمة على ملكة جمال أميركا ريما فقيه، وهي مسلمة من أصل لبناني، وعلى الطالبة المسلمة المحجبة جمانة البحري، وقلت إنهما «ضحيتا الإرهاب الليكودي وأنصار اسرائيل الذين يدافعون عن دولة نازية جديدة، وقلت أيضاً إن أنصار اسرائيل أصيبوا بانهيار عصبي بعد الانهيار الأخلاقي الدائم لفوز ريما بعرش الجمال، وأشرت الى متطرف ليكودي حقير والى متطرفة أحقر منه، واتهمت كل من كان مثلهما بأنه نصير للإرهاب الإسرائيلي يمارس الدعاية السوداء الغوبلزية، وأيدت حماس وحزب الله في وجه الإرهاب الإسرائيلي، وقلت انهما حركتا تحرر وطني تواجهان النازيين الجدد الذين يقتلون النساء والأطفال. وانتهيت بإدانة «أعداء الإنسانية» فكان ان الإسرائيليين قدموا في الصباح نفسه ما يؤكد صدق رأيي فيهم. أدين الجريمة وكل من له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بها، وأدين أنصار اسرائيل الذين يشجعونها على التطرف وعلى أيديهم دماء الفلسطينيين والإسرائيليين في غياب حل سلمي. وأدين الكونغرس الأميركي تحديداً فهو ينتصر لإسرائيل وهي ترتكب الجريمة تلو الجريمة، ما يجعله أيضاً يلطخ يديه بدماء الضحايا. وقبل هؤلاء جميعاً أدين العرب والمسلمين، أي أدين نفسي فأنا منهم، لأنهم هانوا على أنفسهم وعلى الناس، وفشلوا في تحرير القدس، وأصبحوا ينتظرون من شبان وشابات من دعاة السلام ان ينتصروا لقضاياهم. اسرائيل من دون شرعية، وكل من يؤيدها مجرم حرب مثل حكومتها وجيشها والمستوطنين وخرافاتهم. [email protected]