بدأ البابا بنديكتوس السادس عشر من الاردن امس أول «رحلة حج» له الى المنطقة، وتشمل الاردن والاراضي الفلسطينية واسرائيل. وجرى للبابا استقبال رسمي كبير في مطار الملكة علياء الدولي، وكان على رأس مستقبليه عند سلم الطائرة العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني وعقيلته الملكة رانيا. وحال نزول البابا من الطائرة اطلقت المدفعية 21 طلقة، وحيّته ثلة من حرس البادية الاردنية، وعزف السلامان البابوي والملكي الاردني. واكد البابا في كلمة له في المطار ان الزيارة «تمنحني فرصة للحديث عن عميق احترامي للمجتمع الاسلامي»، موضحاً ان «الحرية الدينية هي بالتأكيد حق انساني اساسي». واعتبر ان الحوار بين الاديان السماوية الثلاثة «مهم جدا من اجل السلام». وقال للصحافيين على متن طائرته انه برحلته «يسعى الى المساهمة في السلام، ليس كفرد بل باسم الكنيسة الكاثوليكية والكرسي الرسولي»، معتبرا ان الكنيسة «بصفتها قوة روحية وليست قوة سياسية، يمكنها الاسهام في تقدم عملية السلام». ورحب العاهل الاردني بضيفه ودعاه الى «العمل من اجل انهاء الصراع (العربي - الاسرائيلي) عبر التوصل الى حل سلمي يلبي حق الفلسطينين في الحرية والدولة، وحق الاسرائيليين في الامن». كما دعاه الى المساعدة في «ايجاد مناخ حقيقي للسلام». واشار الى «اصوات التحريض والايديولوجيات الطامحة الى التقسيم»، مطالباً البابا «بالتصدي لهذه الاصوات لنحمي مستقبل عالمنا». ورحب ب»التزام البابا بازالة سوء الفهم والانقسامات التي الحقت الضرر بين المسيحيين والمسلمين»، مطالباً بتوسيع الحوار الذي «يقبل بخصوصية الهويات الدينية ويعظم الروابط المشتركة». من جانبه، تجاهل البابا في كلمته الدخول في الموضوع السياسي او الاشارة الى موقف من الصراع العربي -الاسرائيلي، لكنه تبادل مع العاهل الاردني التزام استمرار الحوار، مؤكدا انه جاء «زائراً وحاجاً الى الاراضي المقدسة». واعتبر في كلمته التي القاها باللغة الانكليزية ان زيارته للاردن «فرصة كبرى كي اعبر عن عمق احترامي للمجتمع الاسلامي». واشاد البابا بدور ضيفه في «تعزيز وعي افضل للقيم المعلنة في الاسلام»، مشيرا الى دور المملكة الاردنية الهاشمية في «تصدر المبادرات الطيبة الهادفة لتعزيز السلام في الشرق الاوسط وفي العالم، وتشجيعها للحوار بين الاديان، ودعمها لمساعي ايجاد حل عادل للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، وفي استضافة عديد من اللاجئين من العراق، وفي سعيها نحو كبح جماح التطرف». ومن المطار مباشرة، زار البابا مركز سيدة السلام للمعوقين الذي ترعاه الكنيسة الكاثوليكية في الضواحي الجنوبية للعاصمة الاردنية، والذي يستضيف المعوقين من مسلمين ومسيحيين، وهناك صلى وتبادل الهدايا مع الشبيبة والمعوقين والعاملين معهم، ووضع شابان اردنيان على كتفي البابا الكوفية الاردنية التقليدية المسماة «الشماغ الاحمر». وفي المساء، اقام العاهل الاردني مأدبة عشاء خاصة في قصره تكريماً للبابا والمرافقين له.