استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي صباح أمس نائبة رئيس وزراء الصين لشؤون التعليم العالي والبحث العلمي والثقافة، ليو ياندونج، وحضر المقابلة كل من شكري، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أشرف الشيحي، ومن الجانب الصيني وزير العلوم والتكنولوجيا، ونائب وزير الخارجية، وسفير الصين لدى القاهرة. وصرح الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف، بأن نائبة رئيس وزراء الصين أعربت عن سعادتها بزيارة مصر، منوهة بالمكانة الكبيرة والدور الريادي اللذين تضطلع بهما مصر في العالمين العربي والإسلامي وكذا في إفريقيا. ووفق الناطق، فإن نائبة رئيس وزراء الصين أوضحت أن زيارتها تأتي في إطار متابعة نتائج زيارة الرئيس الصيني إلى مصر، والبناء عليها في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. كما أعربت عن رغبة بلادها في تعزيز آفاق التعاون العلمي والثقافي بن البلدين، مشيرة إلى أنها شاركت أول من أمس مع وزير التعليم العالي المصري في منتدى رؤساء الجامعات المصرية الصينية، ووضع حجر الأساس لمعهد «كونفوشيوس» المخصص لتعليم اللغة الصينية في جامعة القاهرة. وذكرت في السياق ذاته أنها سوف تلتقي اليوم شباب العلماء المصريين بحضور أعضاء المعهد الوطني المصري الصيني للطاقة المتجددة، حيث ستشهد توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم للتعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي وتقديم المنح الدراسية لتحفيز التبادل الثقافي. واقترحت ياندونج عقد اللجنة المشتركة للعلوم والتكنولوجيا في الصين خلال العام الجاري، كما أشارت إلى أن الصين تعتزم زيادة عدد المنح الدراسية المُقدمة لمصر لتبلغ 1500 منحة دراسية على مدار خمس سنوات. وقال يوسف إن الرئيس السيسي شدد خلال الاجتماع على الأهمية التي توليها مصر للتعاون مع الصين في مجالي التعليم والثقافة والنهوض بجودة التعليم العام والفني، مؤكداً الدور المحوري للتعليم في حماية المجتمعات من الأفكار المتطرفة والهدامة ومكافحة الإرهاب. ونوهت يانودونج بأن أعداد السائحين الصينيين تبلغ 120 مليون سائح سنوياً، ومن المتوقع أن تتزايد خلال الأعوام القليلة المقبلة لتصل إلى 600 مليون سائح سنوياً، مشيرة إلى أن مصر تُعد مقصداً متميزاً وجاذباً للسائحين الصينيين. وفي هذا الصدد، أعرب السيسي عن ترحيب مصر بالسائحين الصينيين على المستويين الرسمي والشعبي، والعمل على توفير سُبل الراحة والأمان لهم، منوهاً بأن زيارة الرئيس الصيني إلى الأقصر حملت رسالة صادقة عكست أهمية زيادة أعداد السائحين الصينيين إلى مصر، أخذاً في الاعتبار ما يكنه الشعب المصري لهم من تقديرٍ وإعجاب. ووجه الرئيس الشكر للجانب الصيني على المنح الدراسية التي يقدمها لمصر، منوهاً بضرورة امتداد التعاون بين البلدين في هذا المجال إلى التعليم ما قبل الجامعي. كما أشاد بالقدرات التنظيمية للجانب الصيني لإقامة الفعاليات الثقافية، مشيراً إلى اهتمام مصر بالتعرف إلى الخبرة الصينية في هذا المجال، فضلاً عن حرص مصر على إنجاح الفعاليات الثقافية التي يتم تنظيمها خلال العام الجاري لمناسبة الاحتفال بمرور 60 عاماً على إقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين. إلى ذلك، صرح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد، بأن الوزير سامح شكري تلقى اتصالاً هاتفياً مساء أول من أمس من نظيره الأميركي جون كيري تناول العديد من الملفات الإقليمية، خصوصاً سبل دعم العملية السياسية في سورية، واستكمال الإطار الدستوري والقانوني الداعم لحكومة الوفاق الوطني الليبية وتوفير الدعم الدولي لها، فضلاً عن تنسيق جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة. وأضاف أبو زيد أن الاتصال تناول أيضاً متابعة مسار العلاقات الثنائية بين الولاياتالمتحدة ومصر، وأكد كيري التزام بلاده دعم الاستقرار والنمو الاقتصادي في مصر. وكانت القاهرة ردت على بيان أخير للوزير كيري قبل نحو أسبوع يعرب فيه عن قلقه تجاه ما يحدث بمنظمات المجتمع المدني في مصر، حيث استنكر أبو زيد البيان، مشدداً على أن الدولة المصرية ليست ضد المجتمع المدني، قائلاً إنه لا يوجد ما يدعو للقلق بشأن تلك التصريحات، حيث إن مصر تعودت على ذلك.