نظمت مدرسة غرناطة الابتدائية (وسط مدينة حائل) أخيراً معرضاً بعنوان «افتخر اني سعودي» بهدف محاربة التعصب القبلي والتحذير منه، والسعي إلى تعزيز حب الوطن وولاة الأمر. وناقش عدد من معلمي المدرسة المستأجرة ذات الإمكانات المحدودة والتي تضم 333 طالباً، خلال اجتماعات عدة حضرها عدد كبير من أولياء أمور الطلاب، الكيفية التي يجب أن يتعامل بها المربون من معلمين وأولياء أمور مع ظاهرة «التفاخر القبلي» وفق منظومة تربوية تؤدي إلى نتائج فعالة لتلافي تأثر الناشئة بها. وأكد صاحب فكرة المعرض التوعوي مدير مدرسة غرناطة الابتدائية سعد الشهيل، أن الهدف من إقامة المعرض هو تعزيز الانتماء في نفوس الناشئة وغرس حب الوطن في قلوبهم، وتحصين طلاب المدرسة كافة ضد داء التعصب القبلي. وشدد على أن التعصب القبلي من أسوأ المظاهر السلبية التي تهدد وحدة المجتمعات، لتسببها في إحداث تفرقة بين أبناء المجتمع الواحد، محذّراً من خطورة الكثير من برامج القنوات الفضائية وخطابات المواقع الإلكترونية الخاصة بالقبيلة التي تغذي فكر التفاخر بالقبيلة على حساب المواطنة، خصوصاً بين الشباب صغار السن، وتحديداً بين طلاب المدارس. وكانت فعاليات المعرض انطلقت مطلع الأسبوع الجاري بإشراف وكيل المدرسة المعلم عابد الهمزاني، عبر تخصيص فقرات الإذاعة المدرسية خلال أيام المعرض الثلاثة للحديث عن الوطن وواجب حبه والانتماء إليه، من خلال كلمات وأناشيد تعزز روح المواطنة لدى الطالب وتحثه على المحافظة على نظافة الممتلكات العامة واحترام أنظمة المرور وتسليط الضوء على خطورة تغذية فكر الطالب بالتعصب القبلي، إضافة إلى معرض صور للملك عبدالعزيز وخادم الحرمين الشريفين وولي العهد والنائب الثاني ومجسّم لقصر المصمك شارك فيه معلما التربية الفنية بالمدرسة سعد البخيت وممدوح الشمري. وذكر رائد النشاط في المدرسة المعلم محسن الشهيل أن المدرسة نظمت المعرض على رغم محدودية الإمكانات، واحتوى على مطويات تتحدث عن واجب المواطن تجاه وطنه، إضافة إلى تنفيذ مسابقة رسم وتلوين لصور خادم الحرمين الشريفين وولي العهد والنائب الثاني بعنوان «ارسم ولون أغلى قادة» لطلاب الصف الأول الابتدائي على هامش المعرض، إضافة إلى عرض تلفزيوني مصوّر عبر أشرطة الفيديو عن إنجازات ولاة أمر هذا البلد والتطور التي شهدته السعودية منذ تأسيسها حتى الآن. من جهته، حثّ المدير العام للنشاط الطلابي في وزارة التربية والتعليم عصام الخميس، على تفعيل مثل هذه الأنشطة اللاصفية المفيدة وعقدها بصفة دورية في مدارس السعودية كافة، لتعزيز انتماء الطلاب إلى وطنهم وقيادتهم، مشدداً على أهمية عقد مثل هذه المعارض، لتعميق الارتباط والانتماء للوطن، واطلاع الطلاب على مكتسبات الوطن وإنجازاته على الأصعدة كافة، والتحذير من خطورة التعصب القبلي وآثاره السلبية الكبيرة. وفي سياق متصل، أشاد اختصاصي علم النفس التربوي الدكتور فايز العقيل بخطوة المدرسة المستأجرة التي وصفها ب «الإيجابية، في الوقت الذي تقف فيه كثير من مدارس التعليم العام في السعودية ذات التجهيزات العالية موقف المتفرج تجاه التزايد الملحوظ لمظاهر التعصب القبلي بين الطلاب، ما يجعل الصداقات بين الشباب وطلاب المدارس تأخذ بعداً عنصرياً». واعتبر هذا الأمر خطراً وبحاجة ماسة لتحرك عاجل من مؤسسات المجتمع التربوية والعلمية والثقافية كافة لاستحداث طرق علاجية تحدّ من اتساع دائرة «التعصب»، خصوصاً في المدن الصغيرة والقرى والمحافظات، لافتاً إلى أهمية تعزيز قيم التسامح ونبذ التعصب في مختلف المستويات منذ المرحلة الابتدائية حتى الجامعية، إضافة إلى العمل على تعديل أساليب التنشئة الاجتماعية التي تقوم بها الأسرة، وإكساب الأبناء الاتجاهات الإيجابية تجاه الآخرين.