استحدثت طالبات تخرجن حديثاً من كليات جامعة الدمام، طريقة جديدة للبحث عن وظيفة، في ظل انعدامها في فرع وزارة الخدمة المدنية ومكتب العمل. وتمثلت الطريقة في طلب الوظائف عبر موقع التواصل الاجتماعي الشهير «فيس بوك» عبر عرض سيرهن الذاتية وشهاداتهن على صفحاتهن الشخصية، وفي صفحات متخصصة في البحث عن وظائف للخريجات الجامعيات. وكشفت طالبات خلال حفلتي تخرج لطالبات الجامعة، والكليات التابعة لها، اللتين أقيمتا الأسبوع الماضي، ل «الحياة»، عن «خيبة أمل» يشعرن بها في ظل نقص المعروض من الوظائف، وخشيتهن من تضخم نسب البطالة النسائية، التي ذكر نائب وزير العمل الدكتور عبد الواحد الحميد، أخيراً، أنها تصل إلى 28.4 في المئة، وأن أغلبهن جامعيات. ما دفعهن إلى البحث عن طرق جديدة للحصول على وظائف، بعيداً عن الطرق التقليدية، المتمثلة في طرق أبواب وزارتي الخدمة المدنية والعمل، الحديديين أو الإلكترونيين. ومن الطرق الجديدة التقديم لمكاتب متخصصة في طرح الوظائف. وأشارت خريجات، إلى أن مراجعتهن إلى فرع وزارة الخدمة المدينة في المنطقة الشرقية، للسؤال عن الشواغر، «لم تسفر سوى عن العناء والتعب، إذ ردت علينا الموظفات بأننا لن نجد وظائف، إلا بعد سنوات بعيدة، خصوصا أن خريجات الأعوام السابقة، لازلن ينتظرن وظائف، من دون جدوى». وتقول مشرفة الطالبات نورة عبد الهادي: «إن الكثير من الطالبات يسعين إلى الهروب من مشكلة البطالة، عبر الالتحاق في وظائف مؤقتة، إلى حين الالتحاق في وظائف ثابتة»، مضيفة «تشعر بعض الطالبات بالتردد في الإقدام على إنشاء مشاريع صغيرة، بعد فشل عدد من المشاريع السابقة». وترى الطالبة منال، التي تخرجت حديثاً، أن اللجوء إلى «فيس بوك»، أو مكتب متخصص في توفير الوظائف، «دليل على وجود أزمة فعلية في التوظيف»، مشيرة إلى وجود «مشاكل عدة» تواجه المشاريع الصغيرة للفتيات، فهناك صعوبات الإقراض، ودراسات الجدوى، حتى أن بعض من أسسن مشاريع مماثلة، اضطررن إلى إغلاقها». وتقول الطالبة ناهدة الغدير: «لجأت إلى عمل مشروع صغير، يتمثل في تصميم مكاتب، كوني خريجة هندسة عمارة، من دون أخذ قرض أو تمويل، ولكنني لم أجد طريقة للتسويق، أو الموافقة الرسمية على بدء العمل، فبدأت بالتسويق عبر «فيس بوك». وترى أسماء فهد، أن «إنشاء مكتب متخصص في توفير الوظائف، تلجأ إليه الخريجات، ليكون بوابة لدخول سوق العمل، قد لا يحقق الهدف، بمقدار «فيس بوك»، خصوصا أن السعودية تحتل المركز الثاني عربياً، بعد مصر في عدد المستخدمين»، مضيفة أن «عددًا من زميلاتي حصلن على ردود ووظائف سريعة، بعد أن عرضن سيرهن على صفحاتهن أو عبر صفحات المجموعات المتخصصة في توفير الوظائف». وتقول الدكتورة منال محمد بسيوني، من قسم اللغة العربية في كلية الآداب في الدمام: «إن الوظيفة لا تأتي من دون طرق كل الأبواب، ولا يمكن لوم المجتمع، لأنه لم يوفر وظيفة للخريجة، فهي قادرة على العمل، وتغيير مسار حياتها نحو الأفضل، فحياتها من صنع أفكارها».