علمت «الحياة» أن مشروع ضبط وإدارة حركة المرور آلياً (ساهر) سيطبّق في بريدة وعنيزة والرس بعد مدينة الرياض، وذلك ضمن مرحلة أولى، تليها مرحلة ثانية تشمل مدن مكةالمكرمة والمدينة المنورةوجدة، ثم مرحلة ثالثة تتضمن مدن الدمام والخبر والظهران وتبوك وأبها وخميس مشيط وأحد رفيدة. وبحسب تعميم أرسله مجلس الوزراء إلى الجهات الحكومية كافة (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، فإن 3 عقود وقعت لهذا الغرض مع 3 شركات متخصصة في هذا المجال لتنفيذ المشروع على أساس البناء والتشغيل وتحويل الملكية، متوقعاً أن يحدث المشروع تغييرات على أنماط الحركة وأسلوب قيادة المركبات وردود الفعل المتباينة. وأشار إلى برقية النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز التي أكد فيها أن التوسع العمراني في عدد من مدن المملكة وزيادة الحركة المرورية وازدحام معظم شبكات الطرق وصعوبة التنقل داخل المدن، وعدم اتباع مستخدمي الطرق أنظمة وقواعد السلامة أدى إلى زيادة مطردة في الحوادث المرورية التي وصلت خلال الفترة من 1426ه وحتى 1430ه إلى نحو مليوني حادثة نتج عنها ما يزيد على 30 ألف متوفى و170 ألف مصاب وضبط ما يزيد على 45 مليون مخالفة مرورية. وأضاف وزير الداخلية أن الإدارة العامة للمرور سعت بمشاركة الجهات الأخرى إلى تطوير العمل المروري وتحقيق السلامة المرورية على الطريق وتقديم أفضل الخدمات والحد من النتائج السلبية للحوادث المرورية من خلال خطط تطويرية عدة، فوضعت نظام المرور، كما شكلت لجنة إشرافية لتنفيذ مشروع الاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية التي تندرج تحت مظلتها الخطة الوطنية التنفيذية للسلامة المرورية، معتبراً أن دوريات المرور السري من أهم الحلول التي جرى تطبيقها وساعدت على تحقيق السلامة المرورية، لافتاً إلى أن الحاجة أصبحت ماسة إلى بناء أنظمة النقل الذكية التي أثبتت فعاليتها عالمياً في تطوير انسيابية حركة المرور وزيادة كفاءة شبكة الطرق. وتطرق إلى أنه إنفاذ لقرار مجلس الوزراء رقم 272 وتاريخ 7/11/1422ه القاضي بأن يتم تنظيم رصد المخالفات المرورية آلياً في مقابل المشاركة في نسبة محددة من الإيرادات، جرى العمل على تحديد مجموعة من الأنظمة المطلوب تنفيذها كمرحلة أولى وتشمل أنظمة إدارة الحركة المرورية، والأنظمة الأمنية اللازمة، وطرح المشروع المسمى «برنامج الساهر» في منافسة عامة لتصميم وتركيب وتشغيل وصيانة تلك الأنظمة في مواقع لهذا الغرض في مدن عدة على أن يسترد المستثمر تكاليف المشروع وعوائد الاستثمار من مشاركته بنسبة محدودة من الإيرادات الناتجة عن المخالفات المرورية، وطرح هذا المشروع في مناقصة عامة للشركات المتخصصة في هذا المجال على 3 مجموعات. وأشار التعميم إلى الموافقة على زيادة الحملة الإعلامية للتوعية بأهداف مشروع «ساهر»، وزيادة الحملات الميدانية المتتالية للتوعية ومواجهة المخالفات المؤثرة في السلامة العامة بمشاركة إدارات المرور وقيادات أمن الطرق وأجهزة الأمن العام كافة، على أن يكون ذلك بشكل عاجل وألا يتم التهاون فيه أبداً. يذكر أن مدير إدارة المرور في الرياض العقيد عبدالرحمن المقبل أكد في حوار مع «الحياة» أمس أن نظام ساهر أسهم في تحسن سلوكيات السائقين في مدينة الرياض، مشيراً إلى أن 65 في المئة من المخالفات كانت لأجانب وتحديداً لآسيويين. ولفت إلى أن كاميرات «ساهر» ترصد المخالفات للشخص الواحد مهما تعددت حتى إن وصلت إلى 100 مخالفة يومياً، مشيراً إلى انه «نظام لا يستثني أحداً ولا يعرف زيداً أو عبيداً من الناس، موضحاً أن الكثير من قائدي المركبات حضروا إلى إدارة المرور للاعتراض على المخالفات، لكنهم بعد أن اطلعوا على المخالفات بالصور والمواقع التي سجلت مخالفاتهم فيها تراجعوا وأصبحت لديهم قناعة تامة.