هذه المرة لم تقلها المدرجات... ولم يرددها الغوغاء... بل العقلاء ممن يحترقون على النجم الذي يوشك أن ينحدر صوب المغيب في أفول غريب، إذ النجوم مكانها علياء السماء وليس حضيض الأرض... ياسر الذي يبدو انه اختار راغباً الإجازة المبكرة... وفضل الراحة لن أقول على حساب الفريق بل لأنه لم يعد قادراً على الصمود تجاه تيار عال من الهجو والتقصد والاستفزاز، فقرر أن ينهي موسمه قبل الجميع... وكم تمنت الجماهير لو باح برغبته تلك لإدارة الكرة بدلاً من أسلوبه المكشوف بتعمد الحصول على البطاقات الملونة وكثرة الاحتجاج (والتسدح) أمام المرمى عند كل كرة علّه ينجم عنها ركلة جزاء تريحه عناء تحمل مسؤولية الفريق... ياسر ألم تعلم عند مقدمك للهلال أنك في فوهة المدفع؟ وانك في مرمى سهام الخصوم، وانك في الفريق (الصعب) قارن بينك وبين المهاجمين المنتقلين (ناصر الشمراني ويوسف السالم) وهل نالهما شيء مما نالك؟ هل تتبع أحد حركاتهما وسكناتهما وأحصى أنفاسهما لتدرك أنك اخترت طريقاً وعراً مليئاً بالأشواك للسير فيه... وأن ما يحدث لك ولفريقك هو سلسلة طويلة إن كنت لا تعلم شيئاً عن أولها، ففرغ نفسك يوماً للجلوس مع عبدالرحمن بن سعيد لتنفرط لك السبحة وستعلم كل شيء عن أحداث ومواقف ربما لم تدركها لصغر سنك وحسن نيتك، واستغرب انك عرفت طرفاً منها بما يحدث لفريقك منذ الموسم الفائت حتى الآن. ياسر يبدو أن عودك غض لم يعتد الصدمات، فقررت مواجهتها بنفسك بنزق وطيش الشباب، فكانت النتيجة الطرد وبكارتين أحمرين في وقت قياسي لك كمهاجم، إذ إن أكثر المعرضين للطرد هم المدافعون وليس المهاجمين، ولكنك كسرت القاعدة وبجدارة... فلم يجف بعد حبر تعهدك لجماهير الهلال بأن يكون الكارت الأول هو الأخير في مسيرتك الرياضية حتى حصلت على أحمر آخر، ما يعني أنك غير قادر على الاستفادة من أخطائك وضبط أعصابك وتحويل الطاقة المعادية ضد أعدائك إلى طاقة فاعلة لخدمة فريقك الذي سيفتقدك في وقت حاسم قد يدفع ثمنه غالياً في التأهل الآسيوي الذي تعول عليه الإدارة الشيء الكثير في إعادة الهيبة للزعيم. أيها الآسر... هناك من يغني طرباً لأنه استطاع التأثير عليك وجرك إلى الأسفل، فهل استوعبت الآن كل ما حدث؟ امضِ أيها الآسر... ولكن لا تتأخر، وعد كما كنت وكما نحب ونتمنى قناصاً محلقاً... فأنت لها. منيرة القحطاني