تتوسع كل شهر تقريباً، قائمة المشاريع التلفزيونية الأميركية التي يُعلن عنها، لأجزاء جديدة من مسلسلات تلفزيونية شهيرة من عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين. لا تجد القنوات المنتجة لهذه المسلسلات أيّ حرج في العودة الى نجاحاتها السابقة، فالتنافس التلفزيوني في الولاياتالمتحدة على أشدّه اليوم، وهناك 400 مسلسل في انتظار العرض هذه السنة. لذلك، يبدو أن الاتكاء على شعبية مسلسلات سابقة، يحمل مقداراً أقل من المغامرة لهذه القنوات مقارنة بتقديم أفكار جديدة بالكامل، علاوة على الأموال التي ستوفرها بالدعاية، إذ لا تحتاج الأجزاء الجديدة الى دعايات مكثّفة كحال المسلسلات التي لا يعرفها الجمهور. ليست القنوات التلفزيونية الأميركية وحدها التي تنفض الغبار عن مسلسلات الماضي، فشركات تزويد المواد الترفيهية عبر الإنترنت تنافس اليوم على مسلسلات سابقة ناجحة. تحلل هذه الشركات بيانات المشاهدة لما يعرض في خدماتها، وتخرج منها بخلاصات عن مزاج الجمهور وما يرغب في مشاهدته من نجومه المفضّلين، وتحدّد بعدها خططها لما ترغب في إنتاجه. ف «نتفليكس» حصلت على حقوق المسلسل الكوميدي «فول هاوس» من القناة الأصلية المنتجة «أي بي سي»، وأعادت تقديمه في جزء جديد بتغيير طفيف في العنوان «فولور هاوس»، ويستكمل بخطوطه العامة قصة المسلسل، ويستعين بعدد كبير من نجومه الأصليين. ويبدو أن المسلسل حقق النجاح المرضي ل «نتفليكس» - التي تمتنع تماماً عن كشف أعداد مشاهدي مسلسلاتها - لكنها أعلنت قبل أيام نيتها إنتاج جزء جديد منه. وبالاطلاع على قائمة المسلسلات القديمة التي ستعود قريباً الى الشاشات الأميركية، يمكن تتبّع ما يصل بين هذه الأعمال، في خط يحاول الانتفاع من الحنين الى تلك المسلسلات، وجذب جمهورها الأصلي، والذي تترواح أعماره اليوم بين الثلاثين والأربعين عاماً. ذلك أن هذه الفئة من الجمهور هي شديدة الأهمية للمعلن التجاري، لأنها تعد من الأصعب بسبب الخيارات الترفيهية المتوافرة لها. كما يبدو أن القنوات التلفزيونية تتنافس على إعادة تقديم مسلسلات تلفزيونية من التي لم يحقق أبطالها نجاحات واسعة خارج نطاق تلك المسلسلات، إذ تتعثر منذ سنوات محاولات تقديم أجزاء جديدة من بعض المسلسلات، بسبب المرتبة التي بلغها نجوم تلك الأعمال، وصعوبة جمعهم بسبب أجورهم العالية، أو لترددهم في العودة الى محطات سابقة من حياتهم المهنية، وهم الذين يحققون اليوم النجاحات في التلفزيون أو السينما. من المسلسلات التي ينتظر أن تقدم أجزاءً جديدة منها في الأشهر المقبلة: «برزين بريك»، «غلامرز غيلز»، «تونيس بيك»، «هيروز»، «جارمد»، والمسلسل الكوميدي «متزوج مع أطفال». إضافة الى مسلسل «ذي أكس فايل»، والذي يتواصل عرضه حالياً على شاشة قناة «فوكس» الأميركية. وهناك أخبار مؤكدة عن انشغال النجم ويل سميث بالتخطيط لإنتاج جزء جديد من مسلسل «ذي فريش برينس أوف بيل إير»، والذي كان وراء شهرته، لكن من غير المعروف ما إذا كان النجم نفسه سيلعب أحد الأدوار في الجزء الجديد. واللافت أن أجزاء جديدة من مسلسلات شهيرة، تعثرت في جذب جمهور جديد أو حتى إرضاء حنين الجمهور الأصلي لتلك المسلسلات عندما عرضت في السنوات الأخيرة. إذ يبدو أن الجمهور يبتعد من الأعمال التي أحبها يوماً، إذا غيرت كثيراً من شكلها الخارجي، وابتعدت من الصورة الأصلية لها. ومن هذه الأعمال، مسلسل «بيفيرلي هيلز 90210» والذي فشل الجزء الجديد منه في إغراء الجمهور بالمتابعة، على رغم أنه كان من المسلسلات الأيقونية في عقد الثمانينات، إذ بدا وبعدما وضع منتجوه الكثير من الأموال في إنتاجه، مختلفاً عن الصورة الحميمية المتواضعة التي ميزته بالمقام الأول. وفي اتجاه متصل، نشرت شركة «Amobee» الأميركية للتسويق أخيراً، أسماء المسلسلات الأميركية ال10 من عقدي الثمانينات والتسعينات، التي ما زالت تحظى بشعبية واسعة في الفضاء الرقمي. إذ جمعت الشركة بيانات من 600 ألف موقع إلكتروني، ومنها مواقع التواصل الاجتماعي، لتخرج منها بقائمة عن المسلسلات التي تثير النقاش الى اليوم. ويصل قريباً بعضها الى الشاشات الصغيرة بنسخ حديثة.