أعلنت مجموعة من القوى السياسية العربية في كركوك تأسيس كيان سياسي أطلق عليه اسم «التيار العربي القومي»، لمعارضة المطالب الداعية الى ضم المدينة الى اقليم كردستان فيما حذرت اطراف سياسية وعشائرية من ابرام صفقات سياسية على حساب المدينة. وقال القيادي في «التيار العربي القومي» أحمد حميد العبيدي ل»الحياة» ان «قوى سياسية وشخصيات مستقلة أعلنت تأسيس كيان سياسي يحمل اسم التيار العربي القومي الذي سيضم شخصيات وقوى سياسية كبيرة تمثل الثقل السياسي العربي في كركوك»، نافياً ان يكون «الغرض من التشكيل الجديد تبني مواقف معادية لأي جهة أو طائفة معينة». وأضاف العبيدي أن «برنامج التيار السياسي يكرس من ثوابت المواقف الداعية الى وحدة العراق وهويته العربية كما يشدد على هوية كركوك العراقية واحترام حقوق الانسان والقوميات الاخرى». وبيّن ان القوى السياسية المشاركة في التأسيس هي: كتلة الأحرار والتيار العربي المستقل وتحالف القوى العراقية وجبهة كركوك العراقية وشخصيات سياسية مستقلة من عرب كركوك». ودعا العبيدي الكيانات السياسية الاخرى «وكل من يؤمن بعراقية كركوك الى الانضمام الى هذا التشكيل الجديد». وكانت الاحزاب العربية في المدينة وقوى سياسية وتجمعات عشائرية اخرى اعلنت تأسيس مجلس استشاري يمثلها العام 2007. ويعارض العرب والتركمان منذ العام 2004 إلحاق المدينة بأي من الاقاليم المستحدثة في وقت يصر فيه الاكراد على حقوقهم التاريخية والعرقية في المدينة. الى ذلك حذرت «القائمة العراقية» في كركوك من اصدار قرارات مسيسة ضدها رافضة استخدام «السلطة الحاكمة المنتهية ولايتها» قرارات تمهد لعقد صفقات سياسية على حساب المدينة. وحذر تجمع العشائر العربية في المدينة من مساعي تهدف الى اشعال فتيل ازمة عرقية جديدة. وأكد مسؤول القائمة في المدينة مازن عبدالجبار ابو كلل ان «السلطة الحاكمة سبق ان مارست ضغوطها على القضاء لاصدار قرارات مسيسة ضد القائمة العراقية مثل قرارات الاجتثاث وتفسير المحكمة الاتحادية للكتلة الاكبر وقرار اعادة العد والفرز والذي اثبتت الوقائع بانه قرار مسيس لايستند الى أي اساس قانوني او ادلة مثبتة». واضاف البيان ان حكومة المالكي «استغلت الفراغ الدستوري والرقابي لاصدار قرارات لصالح اطراف معينة لتحقيق هدفها وهو الاستحواذ والبقاء بالسلطة خلافا للشرعية الدستورية والقانونية» واكد رفض «العراقية استخدام السلطة الحاكمة المنتهية ولايتها صلاحيات اصدار قرارات تمهد الى عقد صفقات سياسية على حساب مصلحة العراق» خصوصا «في محافظة كركوك التي تعاني اصلا من مشاكل واحتقانات في جميع المجالات والناجمة بالاساس من عدم قيام الحكومة المركزية ممثلة بالسلطة الحاكمة باداء واجباتها في تثبيت دعائم الاستقرار والتوازن في هذه المحافظة». وكان العرب والتركمان في محافظة كركوك حذروا من استغلال أزمة المحافظة في المحادثات الجارية بين الكتل الفائزة في الانتخابات البرلمانية، فيما حذر تجمع العشائر العربية في المدينة من محاولات «صب الزيت على النار في ما يتعلق بجعل كركوك ثمنا لمناصب رئيسية». وحذر عضو التجمع الشيخ ياسين المحمداوي من «محاولات جر المدينة الى خلافات عرقية وسياسية في مسعى جديد لاثارة خلافات الهدف منها الهاء الشعب عما يجري في الساحة السياسية من مساومات». وكان قرار تعيين 300 ضابط كردي في كركوك، الذي اصدرته الحكومة العراقية اخيرا، اثار موجة استياء في الاوساط العربية التي حذرت من ان يكون مدخلا لصفقة سياسية على حساب المدينة.