الصمت لا يزعجني... وإنما أكره الرجال الذين في ص الصمت لا يزعجني... وإنما أكره الرجال الذين في صمتهم المطبق يشبهون أولئك الذين يغلقون قمصانهم من الزر الأول حتى الزر الأخير، كباب كثير الأقفال والمفاتيح، بنية إقناعك بأهميتهم! إنه باب لا يوحي إليّ بالطمأنينة، وما قد يخفي صاحبه خلف ذلك الباب المصفح من ممتلكات، لا يبهرني بقدر ما يفضح لي هوس صاحبه وحداثة ثروته. فالأغنياء الحقيقيون ينسون دائماً إغلاق نافذة أو خزانة في قصرهم... إنما المفاتيح هوس الفقراء، أو أولئك الذن يخافون إن فتحوا أفواههم... أن يفقدوا وهم الآخرين بهم! الجميل في هذا الرجل أنه ككل أثرياء الحلم، يترك في أعلى معطفه السميك للصمت، زراً واحداً مفتوحاً للوهم، كباب موارب... وربما كان هذا بالذات هو الشيء الأكثر إغراء فيه... فهو لا يصمت تماماً، ولا يتكلم إلا بقدر كسر الصمت بكلمات قليلة، تختصر اللغة!