في خطوة غير مسبوقة ل «معهد العالم العربي» في باريس، اختارت إدارة المعهد عاصمة الشمال اللبناني طرابلس، مركزاً تمثيلياً له في لبنان، عبر افتتاح مكتب له في «مركز الصفدي الثقافي» في المدينة، عملاً بالاتفاق الذي وقعه الجانبان في باريس قبل سنة ونصف السنة. ويُعد هذا المركز الأول للمعهد خارج فرنسا، منذ تأسيسه في العام 1980. كانت حفلة الافتتاح حاشدة بالوجوه الثقافية والديبلوماسية، تقدمهم الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية اللبنانية لأجل الفرنكوفونية خليل كرم، ورئيس معهد العالم العربي دومينيك بوديس يرافقه مستشاره الديبلوماسي فتحي بن ابراهيم ورئيسة «مؤسسة الصفدي» منى الصفدي ومدير المؤسسة في فرنسا جاك تاكيه، والمدير العام رياض علم الدين. واعتبرت السيدة الصفدي ان «معهد العالم العربي» من خلال مقره في طرابلس، «سيستمر في دعوته إلى الحوار بين ضفّتي البحر الأبيض المتوسط مع الحفاظ على سمات كل منهما وتعزيزها في جوّ من الاحترام والتسامح». وخاطبت رئيس المعهد قائلة: «عدتم حاملين رؤية لعالم أفضل. معاً سنحقق طموحاتنا وسنقدم للطرابلسيين واللبنانيين روائع فنية وثقافية بمستوى عالٍ، في إطار المعرفة واحترام الآخر». وأكد بوديس ارتياحه لاتفاق الشراكة الموقّع مع «مؤسسة الصفدي»، وهو الأول من نوعه بالنسبة إلى «معهد العالم العربي» الذي كان وجوده محصوراً حتى الآن بمقرّه في مدينة باريس. وذكّر بوديس بأن علاقته مع طرابلس قديمة، وهي تعود إلى زمن توليه رئاسة بلدية تولوز. وذكّر بكتابه عن قلعة طرابلس. وقال: «على المؤسستين أن تحييا العمل بهذا الاتفاق من خلال التبادل الثقافي»، معتبراً أنه «بالحوار فقط يمكن أن نقرّب المسافات بين الشعوب، لأن الحوار هو السبيل الوحيد للتفاهم ولخفض التوترات». واختتمت حفلة الافتتاح بمجموعة من الأغنيات قدمها «كورال الفيحاء» بقيادة المايسترو باركيف تاسلاكيان. وكان «معهد العالم العربي» وقع مع «مؤسسة الصفدي» الثقافية معاهدة تعاون للتبادل الثقافي والإبداعي تضع بموجبها المؤسسة مركزها في طرابلس بتصرف «معهد العالم العربي» ليعرض نشاطاته على الصعيد اللبناني، على أن يتبادل الطرفان كل عام برنامج النشاطات المتوقعة لتحديد ما يمكن تبادله والتعاون في شأنه. ورأى بوديس ان «مؤسسة الصفدي» تقوم بدور بالغ الأهمية ثقافياً، في ثانية كبرى المدن اللبنانية بما يحقق التوازن بحيث لا يبقى الإنماء محصوراً ببيروت. واعتبرت السيدة الصفدي ان «التبادل الثقافي والعملي والاقتصادي بروح من العدالة والاحترام المتبادل هو الطريق الصحيح لتحقيق السلام بين الشعوب»، مشددة على موقع طرابلس الغنية بتاريخها والمنفتحة على محيطها المتوسطي الذي يتحرك من ضمنه «معهد العالم العربي».