لا يكفي أن يغني الهولندي تيم فيربيك، النشيد الوطني لاستراليا حتى يستحق البقاء في منصبه كمدرب للمنتخب الاول، فالاستراليون ينتظرون نتائج أفضل لمنتخب «الكنغر» في مونديال جنوب أفريقيا 2010. الاستراليون يرون أن مدرب منتخبهم لا يوظف اللاعبين بالطريقة المأمولة، ليس هم وحدهم، بل تنتقده وسائل الاعلام دائماً وتصف أسلوبه وطريقته بالمملين، لذلك هم لا يعتقدون بأنه سيقدم الكثير خلال المونديال الافريقي. لكنه يرفض الدخول في هذه المناقشات، ويؤكد أن النتائج المحققة تدل على نجاحه مع الاستراليين. لكن يبدو أن العلاقة بينه وبين الاستراليين وصلت الى حد القناعة بانه من الصعب الاستمرار بعد المحفل العالمي في يونيو المقبل، إذ وقع عقداً مع الاتحاد المغربي ليصبح مديراً فنياً للمنتخبي الأولمبي والناشئين، لتنتهي بذلك مغامرته في القارة الآسيوية التي بدأت منذ عشرة أعوام. ولد فيربيك في روتردام الهولندية في عام 1956، كان لاعباً عادياً في صفوف سبارتا روتردام الهولندي لمدة لم تتجاوز 7 أعوام، تخللها انتقاله لناديي بريدا ورودا جي سي الهولنديين. قبل رحيله الى القارة الآسيوية، بدأ مسيرته التدريبية بعد عام من اعتزاله، فعاش مدرباً في الملاعب الهولندية لمدة 13 عاماً. البداية مع لفريقه روتردام (3 أعوام)، غرافشاب (عامين) فينورد (عامين) فغينينغين (عام) جرونينجن (عام) فورتونا سيتارد (4 أعوام). وفي عام 1998 رحل لليابان لتدريب اوميا ارديجا. بعد عامين مع الفريق الياباني، عرض عليه الهولندي جوس هيدينك، مدرب كوريا الجنوبية في الفترة ما بين عامي 2000 الى 2002، الانضمام للجهاز الفني ليكون مساعده، فرحب فيربيك بهذه المهمة، خصوصاً انه يعتبر هيدينك استاذاً عظيماً. فحقق الاثنان انجازاً آسيوياً غير مسبوق بحصول كوريا الجنوبية على المركز الرابع في مونديال 2002. بعد المونديال الآسيوي، عاد لموطنه ليدرب رديف فريق ايندهوفن لمدة عام، ثم عاد به الحنين للملاعب اليابانية مع كيوتو سانغا إف سي لمدة عام، قبل ان يدرب منتخب جزر الأنتيل الهولندية لنصف عام (2004)، أما النصف الآخر فقد عاد لمهنة المساعد مع المدرب الهولندي ادفوكات في بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني. بعد مرور الشهور، وفي عام 2005 انتقل ادفوكات لتدريب منتخب الإمارات فاصطحب معه مساعده فيربيك، لكنهما هربا بطريقة غريبة ومن دون مشاورة الاتحاد الاماراتي، قاما بفسخ عقدهما، وتعاقدا مع الاتحاد الكوري الجونبي لقيادة منتخب كوريا الجنوبية في مونديال ألمانيا 2006. بعد المونديال رحل ادفوكات من كوريا الجنوبية، فارتقى المساعد فيربيك الى منصب المدرب، وقاد كوريا الجنوبية حتى عام 2007، وفي أواخر عام 2007 تولى تدريب منتخب استراليا وحتى اللحظة. مشوار فيربيك التدريبي يوضح جلياً أنه حاول أن يخلع جلباب المساعد عندما يدرب الفرق الثقيلة، كما حدث معه في عهد مواطنيه هيدينيك وادفوكات، لكن هذا الجلباب لم يعد بمقاسه بعد مونديالي 2002 و 2006... فارتدى حلة جديدة تناسب مدرباً سيقود منتخباً في مونديال 2010.