ربما وجد منتخب أستراليا منفذاً ثميناً للتواجد في نهائيات كأس العالم بشكل مستمر، فبعد أن كان يتحصل على نصف مقعد، من خلال تصفيات «أوقيانوسيا» المونديالية، ويلعب على النصف الثاني مباراتين مصيريتين مع أحد منتخبات القارات الأخرى، أصبح المنتخب الأسترالي الآن مؤهلاً لأن يجد مقعداً كاملاً ومباشراً إلى النهائيات من دون عناء أو مشقة. انضمت أستراليا للعائلة الآسيوية في العام 2006، لتشكّل دعامة قوية للكرة الآسيوية، هذا ما يتمناه القائمون على الكرة الآسيوية، إذ إنهم يسعون إلى الارتقاء بمستوى اللعبة في القارة التي تقبع خلف أوروبا والأميركتين الجنوبية والشمالية وأفريقيا. لكن هذه الخطوة قابلت الكثير من الردود المعارضة، فهناك من أعلنها صريحة بأن منتخب السكروز (اللقب الرسمي لمنتخب أستراليا) سيحجز بطاقة التأهل على حساب الآسيويين الحقيقيين. وفي العام 2007، شاركت أستراليا للمرة الأولى في نهائيات كأس آسيا 2007، بيد أن نتائجها كانت مفاجأة للجميع، إذ خرجت من الدو الثاني، ما أعطى انطباعاً بأن الأستراليين لم يتماشوا مع الإيقاع الآسيوي، وبالتالي فهم يحتاجون لفترة حتى يسايروها. لكن «السكروز» قدم عروضاً لافتة في المرحلة النهائية من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال جنوب أفريقيا 2010، وتمكن من التفوق على منتخبات قوية عدة، فأنهى مشواره في المركز الاول ومن دون أي خسارة ودخل مرماه هدف واحد فقط، فغير الانطباع السيئ الذي أخذ عنه في كأس آسيا. وعلاقة استراليا بكأس العالم ليست وطيدة، اذ شاركت مرتين فقط، الاولى في مونديال ألمانياالغربية لعام 1974، ووقعت في مجموعة الألمانيتين الغربيةوالشرقية وتشيلي، ومثلما دخلت خرجت، فخسرت أمام الألمانيتين وتعادلت سلباً مع تشيلي ولم تسجل هدفاً واحداً. لكنها قدمت وجهاً آخر بعد 32 عاماً، عندما عادت الى ألمانيا في مونديال 2006، اذ استطاعت ان تتأهل للدور الثاني بعد فوزها على اليابان وتعادلها مع كرواتيا والخسارة من البرازيل، وفي الدور الثاني خرجت بخطأ تحكيمي أمام إيطاليا بطل العالم بهدف في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة. وفي ذلك الوقت كان مدرب السكروز هو الهولندي جوس هيدينك، أما الآن فيتولى تلميذه الهولندي بيم فيربيك الذي تولى مهمة تدريب نجوم أستراليا المتوزعين في القارة الأوروبية، وهناك خمسة لاعبين فقط يلعبون في القارة الاسيوية. فيربيك وضع بصمة واضحة على السكروز، وكوّن فريقاً قوياً على مستوى اسيا، لكنه سيواجه منتخبات متنوعة وقوية جداً، إذ تضم مجموعته كلاً من ألمانيا وغانا وصربيا. لكنه يثق بقدرات لاعبيه الذين يصفهم بأنهم على قلب واحد، ويتبادلون الاحترام في ما بينهم، اما عن تطلعات السكروز، فيقول المدرب فيربيك بأنهم يسعون الى تقديم أفضل ما قدموه في مونديال ألمانيا، وهو هدف واقعي قياساً بالمجموعة التي وقع بها. وطاولت الانتقادات فيربيك، واصفة اياه بانه أسلوبه دفاعي بحت، لكنه رد مستغرباً: «انه أمر غريب، فعندما يحافظ المرء على شباكه نظيفة، يعتقد الناس أنه يلعب بصورة دفاعية، ربما كان من الأفضل إذاً أن يفوز الفريق 4–3 على أن يفوز 3– صفر». مشيراً الى ان فريقه منظم جداً من الناحية الدفاعية، وهو ما يبعث الطمأنينة لدى لاعبي الفريق، وأن الامر جيداً عندما يجد المنافسون صعوبة في التسجيل في مرماك. ومن الانجازات التي حققها المنتخب الاسترالي على مدار التاريخ، بطولة اوقيانوسيا أربع مرات، وحقق المركزالثاني في كأس القارات لعام 1997 في السعودية، وهناك بعض الالقاب الاقليمية الاخرى، الا ان كل ما حققه المنتخب الاسترالي لم يعطه الشهرة والاضواء مثلما أعطت نتيجة مباراته مع منتخب ساموا ضمن تصفيات كأس العالم 2002، اذ انتهت المباراة بنتيجة (31- صفر) لتدخل سجلات الأرقام القياسية في تاريخ كرة القدم كأعلى نتيجة تحققت حتى الان. لكن بعيداً عن ذلك هل يستطيع المنتخب الاسترالي إعادة مشاهد مونديال 2006 في جنوب أفريقيا؟ معلومات: تأسيس اتحاد اللعبة: 1961. لقب المنتخب: السكروز كابتن المنتخب: لوكس نيل اللاعب الأكثر تمثيلاً للمنتخب: اليكس توبين (87 مباراة) الهداف التاريخي للمنتخب: داميان موري (29 هدفاً) أول مباراة في كأس العالم: أمام ألمانياالغربية 0-2 في مونديال 1974. أكبر حالة فوز في كأس العالم: أمام اليابان 3-1 في مونديال 2006. أكبر حالة خسارة في كأس العالم: أمام ألمانياالشرقية 0-3 في مونديال 1974. مجموعة أستراليا: ألمانيا - غانا - صربيا