كثيرة البيوت القديمة والتراثية ذات القرميد الأحمر في مدينة زحلة اللبنانية. لكن الحفاظ على هذه الثروة صار صعباً ومكلفاً لأصحابها، سواء من ناحية الصيانة أم من ناحية بناء بيوت تشبهها وفي المواصفات نفسها. وبما أن الحفاظ على البيوت التراثية والأماكن الأثرية من المشاريع التي بدأ وزير الثقافة اللبناني سليم وردة العمل عليها منذ تسلمه الوزارة، ما كان على ابن زحلة إلا البدء بنفسه. فقد حوّل وردة بيتاً جميلاً خلف السراي الحكومية في عروس البقاع عمره حوالى 200 سنة، من معمل مهجور للخشب الى «متحف» صغير يستقبل فيه حفلات موسيقية دورية. هنا استقبل الوزير زواره مساء أول من أمس، ليُطربوا لنغمات غيتار هبة الرامي التي نقلت الحضور الذي تفاوتت أعماره بين العشر سنوات والثمانين سنة، الى زمان الوصل في الأندلس. وتأتي هذه الحفلة التي نظّمها المركز الثقافي الفرنسي في «دومين وردة»، ضمن خطّة أسرّ بها الوزير الى «الحياة» لتشجيع المواهب الشابة وتفعيل النشاطات الثقافية في المناطق وعدم حصرها في بيروت. عزفت ابنة ال 23 سنة وتلميذة الموسيقي جوزيف إيشكنيان النجيبة، 11 مقطوعة لكبار مبدعي الغيتار الكلاسيكي في إسبانيا مثل جان بايتيست بيزار، ويواكيم مالاتس، وإسحاق ألبينبز، ورويز بيبو، وإدواردو سانز دي لا مازا، وغيرهم. هبة السمراء الهادئة والبسيطة في حديثها كما في عزفها، استطاعت أن تلعب على أوتار غيتارها لتحوّل نغماتها الى موسيقى مفعمة بالإحساس والحب. وقد زاد جمال عزف هبة وفاءها للنوتة الأصلية للمقطوعات وعدم تكلّفها في العزف، إضافة الى جوّ البيت الساحر الذي تكسو جدرانه الحجرية النافرة الأيقونات، وتنتشر فيه القطع الفنية الخشبية اليدوية الصنع والإضاءة الخافتة.