كل من أراد الاتصال بالرقم المجاني 8004411110 لشركة المياه الوطنية، للاستفسار أو الاعتراض على الفواتير أو لطب خدمة جديدة، لن يجد غير رسالة مسجلة: «المكالمات هذه غير مسموحة»، سواء من الهاتف الجوال أم الثابت، وخلا فرع الشركة، شمال مدينة بريدة صباح أمس، من الموظفين، بعد تعطل النظام في جميع أجهزة الحاسوب الخاصة بهم، ولم يستطيعوا التعامل مع المراجعين، وأوضح المواطن أحمد سليمان ل«الحياة» أنه تعرض لغرامة من الشركة لتسرب المياه، على رغم أن الخدمة مفصولة عنه قبل شهر، لعدم سداد الفاتورة! واستغرب تعامل الموظف، الذي أكد له أنه لا يحق الاعتراض على الفاتورة إلا إذا كان رقم العداد أو المنزل الواضح في الصورة غير تابع له. وتساءل: «كيف تفصل عني الخدمة ولم تصلني أية فاتورة ، وحينما استفسرت وجدتها تجاوزت ال800 ريال، واعترضت قبل شهرين ومازلت أنتظر نتيجة اعتراضي، ولكن للأسف صادفت مراجعتي فرع الشركة تعطل النظام لديهم». وأضاف: «منذ شهرين وأنا أشتري الماء على حسابي الخاص بسبب الفاتورة، ومع هذا أُغرَّم بسبب التسرب»! وعن الوقت المتوقع لعودة المياه إلى منزله، بيّن أحمد سليمان أن أحد الموظفين طلب منه السداد، وفي حال قبول اعتراضه سيتم تحويل الفائض من المبلغ إلى فواتير مقبلة، غير أنه رفض طلب الموظف وأصر على متابعة طلبه. ومايزال كثير من المواطنين والمقيمين يعانون من ارتفاع أسعار فواتير المياه الجديدة، التي أصبحت باهظة الثمن وتثقل كواهلهم، وخصوصاً أصحاب الدخول المتدنية، بعد أن كان في إمكانهم سداد فواتيرهم، التي لا تتجاوز ال7 إلى 10 ريالات، خلال ثلاثة أشهر، ما دفعهم إلى التردد إلى شركة المياه مرات متتالية، في حين انحصرت ردود الشركة في: «هذه أسعار التعرفة الجديدة، أو ربما يكون لديك تسرب في المياه» لكن سرعان ما يتبين عدم صحة احتمالية التسرب، بعد أن يتم الكشف على منزل المتضرر من ارتفاع أسعار الفاتورة. وماتفتأ فاتورة المياه حتى هذه اللحظات مدار حديث المجتمع السعودي في المجالس الواقعية والافتراضية، وقال أحد سكان حي المؤنسية شرق الرياض المواطن سعد العتيبي: «إن فاتورة المياه الخاصة بمنزله وصلت إلى مبلغ 1.154 ريال خلال شهر»، وأكد في حديث إلى «الحياة» أنه راجع فرع المياه الوطنية في حي الروابي لتقديم اعتراض وشكوى على مبلغ الفاتورة، لافتاً إلى أن «موظف فرع المياه قام بتسليمه نموذجاً مخصصاً للشكاوى لتعبئة وكتابة بياناته مع رقم عداد المياه الخاص بمنزله». وأشار إلى أنه «بعد ذلك أبلغه الموظف بأن المسؤولين سيقومون بالاتصال به عبر الجوال»، مؤكداً أن فرع المياه في حي الروابي شرق الرياض كان «مزدحماً بالمواطنين المتضررين من ارتفاع فواتير المياه لمنازلهم، إذ حضروا منذ الصباح الباكر لتقديم اعتراضات وشكاوى من ارتفاع فواتير المياه في منازلهم». وعبر «تويتر» غرد الدكتور عائض الردادي قائلاً: «في فواتير المياه يوجد خطأ، هل هو في القراءة، أم في تطبيق التعرفة، أم سوء إدارة، لا بد من إيقاف إصدار الفواتير حتى يتبين السبب». فيما رد الدكتور محمد العزام: «يا دكتور قدرت استهلاكي بملء الخزان العلوي وانتظار فراغه، وبحساب الأمتار والأيام، اتضح أن الفاتورة خمسة أضعاف، والسابقة 10 أضعاف»، أما أبوحسام فأشار إلى أن فاتورته «كانت لا تتجاوز 12 ريالاً، فيما بلغت الآن 544 ريالاً»! فيما طالب مغرد آخر «بالتحقق من دقة الفواتير، مستنكراً القفزة الكبيرة في التسعيرة»، في حين وصف مطلق البقمي وضع الفواتير الحالي بأنه «سرقة المواطن بطرق جديدة»، مطالباً بتدخل الدولة فوراً.