تربع ابنة صريفا الجنوبية اللبنانية ريما فقيه على عرش جمال الولاياتالمتحدة الأميركية كملكة هو انتصار باهر لثقافة الحياة والحوار بين مختلف الحضارات والمذاهب والأديان السماوية وقبول الآخر القادم من خلف البحار والمحيطات للعيش بسلام ووئام في بلاد تحتضن تعدد الحضارات والثقافات وتحترم المعتقدات الفكرية. تتويج جميلة الجميلات ريما فقيه الجنوبية هو تتويج للبنان وشعبه وحضارته العريقة، حضارة الألفباء وصبغة الأرجوان. ريما فقيه التي تجسد جمال ثقافة الحياة والحكمة والحب والسلام والعلم الهادف البناء هي أشرعة السفن الفينيقية التي أبحرت من شاطئ صور في كل اتجاه تحمل معها للآخر الفن والإبداع والجمال والحرف وخشب الأرز الخالد لتشييد المعابد وبناء الهياكل للصلاة والعبادة والدعاء من أجل السلام والعيش المشترك ونبذ العنف والعنصرية المقيتة والإرهاب الحاقد. ليس صحيحاً بتاتاً أن قوة لبنان في ضعفه وليس صحيحاً أيضاً قوة لبنان بما يملك من سلاح وعتاد بل قوة لبنان الحقيقية وشرعيته هي في جمال جميلاته اللاتي يجسدن حضارته الإنسانية ويحملن لواء رسالته رسالة السلام والإيمان والرحمة والحب والوئام والعيش المشترك وقبول الآخر المسالم، المهادن. نعم، لبنان قوي بريما فقيه وهيفاء وهبي وجورجينا رزق وبجمال صوت فيروز الملائكي الذي لا يقاوم. هؤلاء الجميلات المبدعات الخلوقات ذوات الحس الإنساني المرهف هن سفيراتنا إلى العالم أجمع وهن وحدهن الأقدر والأقوى على حوار الآخر وإقناعه برسالة لبنان الحضارية وبمطالب لبنان المحقة بالعيش بحرية وسلام وأمان واسترداد كل شبر من أرضه انتزع منه بالقوة واغتصب عنوة بغير وجه حق. ريما فقيه جمال لبنان الخلاق النابض بالحياة والحيوية والناطق بالحق والحكمة ثروة وطنية ثقافية وفكرية وعلمية لا تقدر بثمن، ولا بد للبنان من استثمارها والاستفادة منها بما يخدم مصالح في مختلف المحافل الدولية. لا بد من تكريم ريما الملكة في وطنها لبنان كبطلة قومية استطاعت أن تعيد أمجاد أليسار ملكة صور بتربعها على عرش جمال أقوى وأعظم دولة في العالم لتثبت وتبرهن للعالم قاطبة وللحضارة الإنسانية جمعاء أن جمال لبنان الناضر المتمثل بقيم وأخلاق وعلم وأدب أبنائه يعلو ويسمو كالأرز الشامخ.