سيول، واشنطن - رويترز، يو بي آي - أعلنت كوريا الشمالية أمس، أنها ستلغي اتفاقات عسكرية وقعتها مع كوريا الجنوبية، في خطوة ممهدة لإغلاق مجمع كيسونغ الصناعي المشترك على الحدود الشمالية، وذلك بعدما أجرت سيول تدريبات مضادة للغواصات في منطقة الساحل الغربي البحرية التي يخيم عليها التوتر منذ اتهام بيونغيانغ بإغراق بارجة جنوبية في 26 آذار (مارس) الماضي. وقالت رئاسة هيئة أركان الجيش الكوري الشمالي: «سنلغي إجراءات الضمان العسكري التي يلتزم جيشنا باتخاذها في ما يتعلق بالتعاون التجاري البحري والبري بين الشمال والجنوب»، والتي تضمن سلامة حركة نقل البضائع عبر الحدود، ما قد يعني بداية النهاية بالنسبة الى مشروع كيسونغ الصناعي، حيث تستخدم أكثر من 100 شركة كورية جنوبية عمالة محلية رخيصة وأماكن ذات ايجارات متدنية لإنتاج سلع استهلاكية، ما وفر دخلاً للشمال بعشرات ملايين الدولارات سنوياً. وأكدت القيادة العسكرية الكورية الشمالية ان قواتها سترد «من دون رحمة» في حال بدء بث معاد لبيونغيانغ على طول الحدود، «كما سنرد فوراً على أي تجاوزات في الخط البحري الفاصل، ولن نسمح بمرور أي وسيلة نقل من المجموعة الخائنة لكوريا الجنوبية في بحارنا وأجوائنا وأراضينا». في غضون ذلك، شاركت نحو 10 سفن حربية بينها مدمرة وزنها 3 آلاف طن و 3 سفن في تدريب ليوم واحد فقط أجري قبالة مدينة تيان الساحلية المتوسطة التي تبعد 150 كيلومتر جنوب شرقي سيول. واختبرت التدريبات قنابل مضادة للغواصات ومدافع بحرية، وهدفت إلى تحسين رصد عمليات توغل الغواصات الكورية الشمالية بعد اغراق السفينة الحربية الكورية الجنوبية. وبعد يومين على اختفائهما من رادارات الجنوب والقوات الأميركية، عادت غواصتان كوريتان شماليتان الى قاعدتهما بعدما أجرتا «تدريبات روتينية» في البحر الشرقي. على صعيد آخر، أعلن مسؤول كوري جنوبي طلب عدم نشر اسمه، ان بلاده تعتزم الطلب من مجلس الأمن بدءاً من الأسبوع المقبل النظر في مسألة إغراق البارجة الكورية الجنوبية. وأشار الى ان كوريا الجنوبية تخطط لتقديم طلب من طريق رسالة موجهة إلى رئيس المجلس، مشدداً على ان غرق البارجة مسألة خطرة للأمن الدولي تستدعي اتخاذ المجلس إجراءات. ويزور رئيس الوزراء الصيني ون جياباو كوريا الجنوبية اليوم لإجراء محادثات مع الرئيس لي ميونغ باك، تعقبه قمة ثلاثية بين كوريا الجنوبية والصين واليابان في منتجع جزيرة جيجو الجنوبية. وكان مسؤولون كبار في الخارجية الأميركية بحثوا اول من امس في جهود واشنطن لزيادة الضغوط الدولية على كوريا الشمالية المتهمة بإغراق بارجة كورية جنوبية وتهديد الاستقرار في آسيا. وقال المسؤولون الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم: «نبني استراتيجية ديبلوماسية تكون فيها الدول الأساسية في مجلس الأمن وبقية الدول في المنطقة طرفاً». وأشاروا الى ان كلينتون «تسعى الى الحصول من منظمة دول آسيان ومجموعة الثماني ومجموعة العشرين ومنظمات دولية اخرى على تصريحات معارضة لكوريا الشمالية». وأضافوا: «الهدف هو ان تكون الضغوط الديبلوماسية كبيرة لإرغام الدكتاتورية الكورية الشمالية على تغيير سلوكها». وحاولت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال زياراتها الأخيرة لبكين إقناع الصين بإدانة كوريا الشمالية، ما أثار بحسب المسؤولين «نقاشات مهمة» في الصين، علماً ان أحدهم توقع ان «تقترب بكين ببطء وحذر من مواقف كوريا الجنوبية» بعد زيارة رئيس الوزراء الصيني جياباو لسيول اليوم.