يكرّم ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، مساء اليوم الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية في حفلة تقيمها مؤسسة الملك فيصل الخيرية في الرياض، بحضور عدد من الأمراء والوزراء والشخصيات العالمية. ويقدم ولي العهد للفائزين الليلة جائزة الملك فيصل في الحقول الخمسة وقدرها 200 ألف دولار أميركي وميدالية ذهبية لكل فائز. وتمنح الجائزة هذه الليلة نظير الإنجازات العالمية الرائدة في مجالات خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية في التراث الحضاري لمكة المكرمة، وفي مجال اللغة العربية والأدب وموضوعها الدراسات التي تناولت الرواية العربية الحديثة، وفي الطب وموضوعه التشخيص غير التدخلي في أمراض الأجنة، وأخيراً العلوم وموضوعه الرياضيات، وبهذا التكريم تدخل الجائزة عامها ال36 منذ انطلاقها في 1976 على يد أبناء الملك فيصل، تخليداً لدوره وذكراه رحمه الله، وسينضم المكرمون في قائمة من سبقوهم من الفائزين من شخصيات عربية وعالمية أثروا المعرفة الإنسانية بفكرهم وإبداعهم ومكتشفاتهم، وكانت هذا الجائزة تتويجاً لتلك المنجزات الأدبية والعلمية على السواء، ما جعلها جائزة مرموقة على مستوى العالم، وكانت دافعاً كبيراً للتعريف بكبار الباحثين والعلماء في الشرق الأوسط وبقية دول العالم، علماً بأن معايير الديانة أو النوع الاجتماعي أو الخلفية الثقافية لا تشكل حواجز تمنع من الترشيح للجائزة، إذ سبق وتم منحها لعلماء ومفكرين غير مسلمين تميزوا بدراساتهم وأطروحاتهم في مجالات اللغة العربية والأدب والدراسات الإسلامية، إضافة إلى مجالات الطب والعلوم، وكذلك المؤسسات التي أسهمت إنجازاتها بدور فاعل في خدمة الإسلام والمسلمين والمجتمع الإنساني بشكل عام. يذكر أن جائزة الملك فيصل العالمية عبر عقودها الثلاثة الماضية منحت ل234 شخصية ومؤسسة من 42 دولة من العالم، و16 فائزاً بها نالوا جائزة نوبل، وصنفت من جانب الاتحاد الدولي للجوائز المميزة كأحد أرفع الجوائز العالمية، نظراً إلى ما تسعى إليه الجائزة من الحفاظ على التراث الإسلامي وتكريم الإنجازات الإنسانية في خدمة الإسلام، وتحقيق النفع العام للبشرية في حاضرهم ومستقبلهم، والتقدم بهم نحو ميادين الحضارة والمشاركة فيها، وتأصيل المثل والقيم الإسلامية في الحياة الاجتماعية وإبرازها للعالم، والإسهام في التقدم وإثراء الفكر الإنساني. الفائزون بالجائزة - جائزة خدمة الإسلام والمسلمين: الدكتور أحمد ليمو (نيجيري الجنسية)، لانفتاحه الفكري واعتداله ووسطيته وجهوده التعليمية والدعوية والتطويرية الكبيرة، والتي تمثلت في تأليف عدد من الكتب الإسلامية والمراجع المدرسية، إذ سدت جزءاً كبيراً من حاجة المجتمع النيجيري، وأصبحت مرجعاً للأجيال المسلمة في نيجيريا في فهم الإسلام، وكذلك التعمق في دراسة العقيدة الإسلامية، وتأسيس عدد من الجمعيات والمدارس والأوقاف، ودعم حقوق المرأة المسلمة في نيجيريا بشكل متواصل، والحث على التعايش السلمي، والتغلب على العنف الطائفي في البلاد. - جائزة الدراسات الإسلامية: الدكتور عبدالوهاب بن إبراهيم أبوسليمان (سعودي الجنسية)، تقديراً لجهوده العلمية المتنوعة الراصدة والموثقة لتفاعل الناس حضارياً في الحرم المكي وما حوله، وبخاصة كتابه «باب السلام»، معيداً رسمه في حقب تاريخية مهمة. - جائزة اللغة العربية والأدب: الدكتور عبدالله إبراهيم (عراقي الجنسية)، تقديراً لأعماله العلمية وإسهاماته في دراسة الرواية العربية الحديثة، التي أخضعها للعناصر الأصيلة والوافدة من الآداب والثقافات، رابطاً الخطاب السردي العربي بغيره من الخطابات الأخرى. - جائزة الطب: البروفيسور يوك منق دنس لو (صيني الجنسية)، لدوره الرائد في مجال التشخيص غير التدخلي في أمراض الأجنة، إذ استخدم في بحوثه أحدث التقنيات مع طرق إبداعية أدت إلى نتائج غير مسبوقة لوضع أولى اللبنات على طريق التشخيص غير التدخلي. - جائزة العلوم: البروفيسور جيرد فولتينجز (ألماني الجنسية)، بحسب إعلان لجنة الجائزة في بيان صحافي، وذلك لإسهاماته الرائدة في الهندسة الجبرية ونظرية الإعداد، وتجمع إعماله بين الإبداع والرؤية والقوة التقنية.