علمت «الحياة» ان مؤتمر المصالحة العراقية المنعقد في أربيل يدرس توصيات حول الموقف من حزب البعث تتضمن «اعتراف القيادات البعثية بالجرائم التي ارتكبوها بحق العراقيين». و«جرد تلك الجرائم وبيان اسبابها وتعويض الضحايا». وأكد النائب كريم اليعقوبي (كتلة الفضيلة) ان «غالبية المشاركين في مؤتمر المصالحة يتفقون على تفعيل المادة السابعة من الدستور التي تحدد آلية التعامل مع حزب البعث». وقال في اتصال مع «الحياة»: «اذا اردنا تحقيق المصالحة مع البعثيين فعليهم الاعتراف بالجرائم التي ارتكبت بحق العراقيين كافة من دون استثناء ومطالبتهم بدفع تعويضات لذوي الضحايا ليصار بعد ذلك الى مساءلتهم قانونيا». واشار الى ان «شرط المصالحة مع البعثيين هو الاعتراف بجرائمهم. اذ ان اعترافهم يعني الشيء الكثير بالنسبة إلى العراقيين». واضاف: «طالبنا الجميع بأن يكون موقفهم موحداً ازاء البعث ولا نريد ان يخضع الموقف للمزايدات السياسية، اي اعتماد قضية البعث ورقة للكسب السياسي في الانتخابات النيابية المقبلة، وهذا ما عمد اليه البعض بشكل واضح، الا ان تلك الاساليب لن تنطلي على الشعب العراقي الذي خبر ساسته وتوجهاتهم». واشار الى ان «الحكومة عندما دعت الى عودة البعث والتصالح معه، كانت حددت شروطاً لتلك العودة. وبدورنا نجدد طرح تلك الشروط في مؤتمر المصالحة. وهذا لا يعني اننا نتبنى مواقف سلبية تجاه البعث والدليل ان ما نسبته 99 في المئة من عناصره يمارسون مهماتهم الوظيفية والرسمية في مختلف الدوائر والمؤسسات الحكومية من دون عوائق». وقال ان «القيادات البعثية ممنوعة من المشاركة في العملية السياسية ما لم تعترف بارتكابها الجرائم بحق العراقيين وتقدم المسؤولين عن تلك الجرائم الى العدالة لمحاسبتهم وهذا ما شدد عليه ممثلو الحكومة خلال محادثاتهم مع قيادات البعث في الخارج منذ عامين». وزاد: «لم يحضر المؤتمر قياديون بعثيون من الداخل او الخارج على رغم مشاركة غالبية مكونات العملية السياسية التي بدت واضحة عبر مشاركة عدد كبير من اعضاء البرلمان، وكان من المفترض مشاركة وزير الدولة لشؤون الحوار الوطني اكرم الحكيم الا ان سوء الاحوال الجوية منعت ذلك». ويشارك في المؤتمر نحو 250 شخصية سياسية وبرلمانية عراقية وعربية واجنبية، فضلا عن نائب رئيس مجلس النواب العراقي خالد العطية ورئيس برلمان إقليم كردستان عدنان المفتي وممثلين عن الحكومة العراقية وسفارات الدول الأجنبية لدى العراق وممثلون عن الحكومتين الايطالية واليونانية والمنظمات الدولية المعنية بالسلام في العالم. واشار رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في كلمة خلال المؤتمر الى إنه «من الضروري توسيع روح المصالحة الوطنية وعلى المؤتمرين إصدار توصيات تهدف الى إحداث تغيير جوهري في تربية الجيل الجديد على أساس المصالحة ومواجهة المرحلة الجديدة بإعادة الثقة بين العراقيين»