سيول، بكين، واشنطن – رويترز، أ ف ب، يو بي آي – نصحت كوريا الشمالية المتهمة بإغراق بارجة كورية جنوبية في البحر الأصفر في 26 آذار (مارس) الماضي سيول بالتصرف بحكمة، وأن تأخذ في الاعتبار أن إجراءات جيش الشمال ليس مجرد «كلمات جوفاء»، فيما كشف مسؤول عسكري كوري جنوبي أن 4 غواصات كورية شمالية اختفت من قاعدتها في البحر الشرقي بعد إجراء تدريب بحري مطلع الأسبوع. وهددت بيونغيانغ بقطع آخر طريق بري مع كوريا الجنوبية عبر المنطقة الحدودية المدججة بالسلاح، ما يهدد بعرقلة حركة الأشخاص والبضائع من وإلى منطقة صناعية كيسونغ الصناعية المشتركة التي سمحت لعمال كوريين جنوبيين بدخولها أمس، على رغم إعلانها أول من أمس قطع كل الاتصالات مع الجنوب. كما أجابت بيونغيانغ على اتصال روتيني كوري جنوبي أجري بين مكتبي الاتصال في بلدة الهدنة داخل المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين. وربطت الدولة الشيوعية تهديدها باستئناف سيول بث رسائل دعائية ضدها والمجمد منذ ست سنوات، في وقت يمكن أن يلحق الإجراء ضرراً مادياً حقيقياً بها باعتبار أن 42 ألف كوري شمالي يعملون في المجمع. وأكد الناطق باسم وزارة الوحدة الكورية الجنوبية شون هاي سونغ أن كوريا الشمالية أبلغت الموظفين الحكوميين الكوريين الجنوبيين الثمانية في المجمع بضرورة المغادرة. في غضون ذلك، اختفت 4 غواصات كورية شمالية تبلغ سعة كل منها 300 طن من قاعدة تشاهو قرب موقع منصة لإطلاق صواريخ في موسودان ري بمحافظة هامكيونغ (شمال شرق)، من دون أن يستطيع الجيش الكوري الجنوبي تحديد وجهتها منذ يومين. وفي سيول، دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كوريا الشمالية الى وقف «استفزازاتها وتهديداتها والنزعة الحربية تجاه جيرانها»، معتبرة أن العالم يجب أن يرد على غرق البارجة الكورية الجنوبية. وقالت: «تدرس الولاياتالمتحدة خيارات إضافية لمحاسبة كوريا الشمالية وقادتها في قضية غرق البارجة، إذ لدينا التزاماً قوياً جداً منذ عقود بأمن حليفتنا كوريا الجنوبية». وأشادت وزيرة الخارجية الأميركية بعد لقائها الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك ب «الخطاب القوي» للأخير الاثنين الماضي، والذي أعلن فيه عن سلسلة ردود على كوريا الشمالية، وتوجهت إليه بالقول: «سنقف الى جانبكم في هذه الأوقات الصعبة وعلى الدوام». وأيدت إحالة قضية إغراق البارجة على مجلس الأمن «المسؤولة عن إيجاد رد مدروس»، مشيرة الى أن واشنطن التي تنشر 28500 عنصر في كوريا الجنوبية «ستنظر في تعزيز دفاعاتها لردع هجمات مستقبلية». وغداة حض كلينتون الصين على اعتماد نهج اشد مع حليفتها كوريا الشمالية بعدما زارتها لمدة يومين، أعلنت بكين انها لا تزال تقوم نتائج التحقيق الدولي الذي حمل كوريا الشمالية الأسبوع الماضي مسؤولية غرق البارجة الكورية الجنوبية. وقال نائب وزير الخارجية الصيني تشانغ تشيجوان: «أنها مسالة معقدة ولا نملك معلومات مباشرة عن الموضوع، وندرس بجدية وحذر النتائج استناداً الى معلومات يوفرها كل الاطراف، وسندير القضية في شكل موضوعي وعادل». ورفضت بيونغيانغ تورطها بالقضية، مؤكدة أن الأدلة «لفقتها» سيول، في حين رفضت الصين حتى الآن إدانة كوريا الشمالية في هذا الهجوم. ولم يشأ تشانغ توضيح إذا كان تقويم الصين للقضية سيصدر قبل توجه رئيس الوزراء الصيني وين جياباو الى سيول الجمعة لعقد قمة ثلاثية بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية في نهاية الأسبوع. وفي واشنطن، تبنى مجلس النواب الأميركي قرار إدانة كوريا الشمالية على مهاجمتها وإغراقها البارجة الكورية الجنوبية، مبدياً «تضامنه» مع عائلات البحارة ال46 الذين قتلوا على متنها. ودعا القرار بيونغيانغ للاعتذار عن العمل العدائي الذي نفذته والتعهد بعدم انتهاك الهدنة بين البلدين أبداً، والأسرة الدولية الى تقديم كل عون ضروري لكوريا الجنوبية التي تستعد للرد على «التحركات التي تنفذها كوريا الشمالية».