اعتبر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ان اتفاق تبادل الوقود النووي الذي وقّعته طهران مع أنقرة وبرازيليا، يشكّل «فرصة تاريخية» حضّ نظيره الأميركي باراك أوباما على انتهازها، كما دعا الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الى تحديد ما اذا كانت موسكو صديقة لطهران أم عدوة لها. وقال نجاد إن اتفاق طهران يشكّل «الكلمة الأخيرة» لإيران، مضيفاً: «قمنا بخطوة كبيرة الى الأمام وقلنا أموراً بالغة الأهمية. لم يعد هناك أعذار. إذا أخبرونا (الولاياتالمتحدة وحلفاؤها) بالحقيقة وكانوا يتطلعون الى التعاون، يجب أن يتصرفوا وفقاً لبنود هذا الإعلان. اذا كانوا يبحثون عن أعذار، يجب أن يعرفوا أن طريق أي تحرك او حوار بناء سيُغلق في المستقبل». وأضاف في خطاب في مدينة كرمان جنوب البلاد، ان «ثمة أشخاص في العالم يريدون دفع السيد أوباما ضد الأمة الإيرانية والوصول به الى نقطة اللاعودة، حيث يسدّون طريق الصداقة مع ايران الى الأبد». وزاد: «على السيد أوباما ان يدرك ان هذا الاقتراح يشكل فرصة تاريخية، عليه ان يدرك ان الأمة الايرانية لن تمنحه فرصة جديدة مستقبلاً، إذا لم ينتهز هذه الفرصة». واعتبر نجاد أن «تبرير سلوك السيد ميدفيديف أصبح صعباً جداً ومتعذراً بالنسبة الى الشعب الإيراني». وقال: «لو كنت مكان الرئيس الروسي، لكنت اكثر حذراً وفكرت ملياً قبل إبداء وجهات نظر أو اتخاذ قرارات في شأن مواضيع متصلة بالشعب الإيراني العظيم الذي يملك حضارة عريقة وتاريخاً خالداً». وأضاف: «الشعب الإيراني لا يعرف: هل هم (الروس) أصدقاؤنا وجيراننا؟ هل هم معنا أم يبحثون عن شيء آخر؟». وزاد: «كان يجب ألا نرى في أوقات حساسة جارتنا (روسيا) تدعم هؤلاء الذين يقفون ضدنا ويناصبوننا العداء منذ 30 سنة (الولاياتالمتحدة). هذا غير مقبول بالنسبة الى الشعب الإيراني. أتمنى أن يعطي الزعماء الروس والسلطات اهتماماً لهذه الكلمات الودية، وان يقوموا بعمل تصحيحي وألا يتركوا الشعب الإيراني يضعهم في المرتبة ذاتها مع أعدائهم التاريخيين». ورفض نجاد حديث موسكو عن «ضغوط» تُمارس عليها، «لأن ذلك لا يبرر أيضاً اتخاذ مواقف ضد روسيا بحجة الضغوط التي تُمارس علينا». تصريحات نجاد أعقبت إعلان رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي أن «وفداً روسياً يضم خبراء نوويين» وصل إلى طهران الاثنين الماضي، «حاملاً مسودة اقتراحات تتضمن عروضاً بمزيد من التعاون في المجالات التقنية النووية وبناء مفاعلات جديدة في إيران». أما وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي فعلّق على تصريح لنظيرته الأميركية هيلاري كلينتون اعتبرت فيه اتفاق تبادل الوقود «خدعة مكشوفة»، معتبرة أنه «مليء بالثغرات». وقال ان تصريحات كلينتون «مغلوطة» و «دعائية»، مشدداً على ان «اتفاق طهران سيفيد جميع الأطراف». وتعقيباً على أمر أصدره الجنرال ديفيد بترايوس قائد القيادة الأميركية الوسطى، بتوسيع العمليات العسكرية السرية في الشرق الأوسط وشرق أفريقيا، ويشمل القيام باستطلاعات فوق إيران قبل أي عمل عسكري ممكن ضدها، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مسؤول إسرائيلي قوله إنها «المرة الأولى التي يحصل فيها الجمهور على كلمة تشير إلى تحضيرات لنشاط عسكري». الى ذلك، أعلن السيناتور الديموقراطي كريس دود الذي يرأس اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ وزميله هاورد بيرمان الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، ان نصاً يشرفان على صوغه لفرض عقوبات اقتصادية على إيران من شأنها ان «تكمل وتزيد» العقوبات التي يدرسها مجلس الأمن، لن يُصوّت عليها الكونغرس قبل «النصف الثاني من حزيران/يونيو» المقبل، في انتظار ما ستفسر عنه جهود مجلس الأمن في هذا الشأن.