جمع الرسام اللبناني كميل حوا باقة من رسومه المائية وأقام لها معرضاً في مقهى «سيتي كافيه» (الحمراء)، بعنوان «مائيات كميل حوا». ورسوم المعرض هذه تدور حول عالم الأزهار أو تحديداً حول عالم المزهريات (الفازات) المفعمة بأنواع من الزهور، تختلف أشكالاً وألواناً. ويشعر زائر المعرض ومتصفح الكتاب الخاص باللوحات الذي أصدره الرسام، بجو ربيعي مشرق، تختلط فيه العطور بالألوان الزاهية والمشبعة بالغنائية والشفافية. عالم من الجمال المضيء والصافي كان الرسام شاءه نقيضاً لما يحيط الانسان المعاصر من بشاعات وقبائح. إنه الجمال، متعة للعين وللروح معاً، الجمال ببعده الحسي والبصري وببعده الماورائي. وكتب كميل حوا متحدثاً عن زهوره: «...وقد رسمت العشرات من لوحات الزهور، بشتى أدوات الرسم، من أقلام الرصاص والحبر الصيني، الى الألوان المائية والزيتية. لكن للمائيات بشفافيتها وعذوبة ألوانها مكانة خاصة في رسم الأزهار. ومنظر باقة الزهر الموضوعة في الفازة (المزهرية) كان دائماً الأحب الى نفسي. ربما لأنه هنا مآل الباقة التي حملتها اليد الى عزيز. فأغلب ما رسمته كان فازات زهر موضوعة أمامي، وترى الزهور فيها جالسة بمختلف أنحناآتها مرتاحة أتأملها كموديل مطيع أمام رسام. وقلما كنت أكتفي برسمة واحدة للباقة الواحدة منها، وأحياناً كنت أرسمها في المراحل المتتالية التي تمر بها: من لحظة وضعها في الفازة وهي لا تزال نضرة بكامل أبهتها الى أن تبدأ اوراقها بالتساقط، وتأخذ زهورها بالذبول. وما رسمت زهوراً في حديقة أو مزروعة في حوض على شرفة الا نادراً، ومن تلك الأحيان القليلة، رسمت نبتة خضراء في إناء من فخار صيني مزخرف باللون الأزرق «الكوبالت» المعروف، مرات ومرات... وكأنني في الأساس أجد في انتقال الزهرة من الحقل الى المسكن، من بؤرة التراب الى الآنية على طاولة، ما يمكن أن يمثل، في إحساسي، انتقالاً ما من الريف الى المدينة. وكأن الأزهار في الفازة ظاهرة تخاطب المدينة هنا أرى فيها ما هو أكثر من مجموعة زهور وأكثر من مجرد جمال طبيعي».