قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان بلاده ترفض ان تكون ملعباً للقوى الإقليمية وان الذين يتوهمون القدرة على إدارة العراق من الخارج «يصطدمون بإرادة وطنية». وأكد ان العراق لن يكون جزءاً من أي محور إقليمي، وتوقع ان تشهد الفترة المقبلة تحسناً ملموساً في العلاقات مع السعودية وسورية. وكان المالكي يتحدث الى «الحياة» التي زارته في مقره في مبنى رئاسة الوزراء في بغداد وسألته عن أزمة تشكيل الحكومة ومسائل سياسية وأمنية وعلاقات العراق بالدول المجاورة . وكشف المالكي انه نجا العام الماضي من صاروخ استهدف طائرته خلال عودته من الموصل الى بغداد. وقال انه وقع على إعدام صدام حسين لكنه كان يفضل ان يبقى «سجيناً ذليلاً ومهاناً ليشكل عبرة للديكتاتوريين». وقال انه رأى جثة صدام لنصف دقيقة بناء على إلحاح معاونيه وخاطبه قائلا :«ماذا ينفع إعدامك؟ هل يعيد لنا الشهداء والبلد الذي دمرته؟». وأكد ان عمليات الذبح الأولى نفذها في 2004 عدد من الضباط السابقين في الإستخبارات العراقية. وقال ان عزة الدوري، نائب الرئيس العراقي سابقاً، يتسلل الى العراق ويخرج منه. واستبعد المالكي تشكيل الحكومة الجديدة في غضون أسابيع بسبب المهل الدستورية والحوارات بين القوى السياسية المتنافسة. وقال انه لم يكن على علم بما اذيع عن لقاء مع رئيس قائمة «العراقية» الدكتور أياد علاوي معرباً عن استعداده لاستقباله. وعن مخاطر ان يتسبب الإنقسام الحالي في عودة العنف الطائفي، قال: «بالتأكيد. واحد من الأمور التي تقتضي ان ندير الحوار بشكل سليم وتأسيس الدولة ايضا بشكل سليم هو الخوف من ان تشكيل حكومة على أسس غير سليمة وغير مستوفية لمتطلبات العملية السياسية والشراكة في إدارة البلد ربما ستدفع الى عودة العنف». ورداً على القول بأن الشيعة لم يعطوا السنة بعد سقوط النظام ما يطمئنهم قال: «سنعطيهم كل ما يريدون لطمأنتهم ولإشعارهم بأخوتنا وشراكتنا معهم». واشار الى ان الراغبين في إعادة إطلاق العنف المذهبي يعتبرون وجوده في رئاسة الوزراء عائقاً امام تنفيذ مخططاتهم. وقال ان رئاسة الوزراء ستكون لمن يجمع الأصوات اللازمة وانه سيقبل بالنتيجة اذا تمكن شخص آخر من جمع هذه الاصوات. واكد المالكي ان العراق يريد ان يكون جزءا من الاقليم لكن بعيدا من سياسة المحاور التي تؤدي الى الانهيار والحروب، مؤكدا انه سيسعى بعد تشكيل الحكومة الى بناء علاقات طيبة ومتينة مع دول الجوار. وأعرب المالكي عن ارتياحه الى ما سمعه مسؤولون عراقيون (الرئيس جلال طالباني) من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والى خطوات سعودية اخرى. وقال ان هذه المواقف «تتناغم مع الرغبة الأكيدة لدينا في علاقات طيبة مع المملكة العربية السعودية. ومع سورية ايضا، وفي هذا السياق ترد رسائل ومواقف جيدة جداً تدعو الى التفاؤل بأن العلاقات ستشهد تطوراً، وسأدعم ذلك سواء كنت رئيساً للوزراء ام لم أكن». ولفت الى ان عملية ضبط الحدود العراقية - السورية هي الان أفضل ومن الجانبين. وشدد رئيس الوزراء العراقي على ان انسحاب القوات الأميركية سيتم في المواعيد التي أعلنت، معرباً عن ثقته بقدرات الجيش وأجهزة الامن العراقية على مواجهة أي تحديات يمكن ان تواجهها البلاد.