احتفل لبنان امس بالذكرى السنوية العاشرة لتحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي، واقفلت مؤسساته الرسمية تنفيذاً لمذكرة صادرة عن رئيس الحكومة سعد الحريري. وفيما ارتفعت لافتات في مدن الجنوب تشيد بالذكرى وتمجد المقاومين، اقيمت احتفالات حدودية متنوعة وخصوصاً عند بوابة فاطمة. وتوقف رئيس الهيئة التنفيذيّة ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع ب «إجلال عند أرواح الشهداء الذين سقطوا حتى تحررّ الجنوب في العام 2000»، مشيراً الى أن «ما حصل في الجنوب منذ العام 1990 وما قبل الى العام 2000 هي إحدى ملاحم البطولة التي تُسجل في تاريخ لبنان، وما يحصل منذ عام 2000 يُضيّع وهج الإنتصار الذي ضحّى من أجله هؤلاء الشهداء». واعتبر جعجع رداً على سؤال، أن «رئيس الجمهورية ميشال سليمان يقف طرفاً مع فريق دون آخر في ما يتعلق بالاستراتيجيّة الدفاعيّة»، متمنياً عليه «لو يعود إلى خطاب القسم الذي أجمع عليه كل اللبنانيين وأن يتبنى المواقف التي كان قد أطلقها في هذا الخطاب والتي على أساسها تمّ انتخابه». مذكراً بأن سليمان «أتى رئيساً توافقياً بحيث لا يستطيع أن ينطق بلسان فئة من اللبنانيين دون سواها»، رافضاً ك «مواطن عادي ان يُمثل رئيس الجمهورية رأيه في شأن الإستراتيجية الدفاعيّة». وعن المناورات الإسرائيليّة والإيرانيّة، رأى أن «إيران تسعى إلى إيجاد موقع مهم لها في المنطقة كما أن إسرائيل لديها اعتبارات تجعلها تتوجه نحو شنّ الحرب وهذا لا شك فيه». واعتبرت النائب بهية الحريري أن العيد «هو عيد الكرامة بالنسبة الى جميع اللبنانيين». وأكدت أن «هذا الانتصار تحقق بسواعد المقاومين وبشرعنة المقاومة من خلال تفاهم نيسان (ابريل) وباحتضان الأهالي». ولفتت في كلمة للمناسبة الى ان «كل اللبنانيين يشعرون بفخر كبير بدور المقاومة البطلة في تحرير الأرض. وهنا اصبحت مسؤولية مشتركة لتبقى هذه العلامة المضيئة في تاريخنا نقطة يحفظها اولادنا واحفادنا». واعتبر «منبر الوحدة الوطنية» في بيان بعد اجتماعه امس برئاسة الرئيس سليم الحص، ان المناسبة «محطة لتأكيد حق لبنان بمقاومة الاحتلال والتمسك بالمقاومة خياراً ونهجاً وثقافة وقيماً، واستكمال التحريرعلى قاعدة استراتيجية قوة لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه وصون وحدته الوطنية». وأكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية علي فياض أنّ «الجنوب يعيش اليوم معادلة الردع التي كرّستها المقاومة»، محذراً من أنّ «أي مغامرة اسرائيلية مستقبلاً ستتخذ صيغة الحرب المفتوحة»، وموضحاً أنّ «الاسرائيلي يستعد لحرب يفترض أنها ستقع يوماً ما وهذه حقيقة يجب أن يأخذها اللبنانيون في الاعتبار دوماً». وهنأ منسق اللجنة المركزية في حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل اللبنانيين عامة واهل الجنوب خاصة «في المناسبة وبعودة الاراضي المحتلة الى لبنان ال10452 كلم2، بصمودهم في وجه الاحتلال وما رافقه من ظلم ومعاناة». وتوجه «الى الحكومة المسؤولة عن تحرير الأراضي التي لا تزال تحت الإحتلال الإسرائيلي أي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا»، داعياً اياها «الى العمل على مطالبة سورية بتقديم الاوراق الثبوتية التي تؤكد لبنانية تلك الاراضي لتنضم الى الاجزاء المحررة في الجنوب». واعتبر الأمين العام ل «الحزب الشيوعي اللبناني» خالد حدادة أن «التحرير أعاد الاعتبار لمنطق المقاومة في مواجهة إسرائيل، وقدم نموذجاً عن أن المقاومة قادرة على تحرير الأرض في شكل يحفظ كرامة المحررين». لكنه انتقد استعمال المقاومة كجزء من المعركة في الانتخابات البلدية، معتبراً أن «التنافس كان يجب أن يكون تحت سقف قوى المقاومة».