برازيليا، بكين، واشنطن - أ ب، رويترز، أ ف ب - دعت طهران بعد تسليمها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو في فيينا رسمياً أمس، رسالة خطية تتضمن تفاصيل بنود اتفاق تبادل الوقود النووي الذي وقعته إيران وتركيا والبرازيل، المجتمع الدولي إلى انتهاز «الفرصة الفريدة» والرد إيجاباً على الاتفاق كي يبدأ تنفيذه، معتبرة أنه يمهّد ل «بداية جديدة» في شأن ملفها النووي. وتسلّم أمانو الرسالة في منزله من رضا بورماند طهراني نائب المندوب الإيراني لدى الوكالة، بحضور السفيرين البرازيلي والتركي لدى النمسا. والرسالة الموقعة من رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي اكبر صالحي، تفيد بأن «جمهورية إيران الإسلامية تعلن موافقتها على مضمون الإعلان الثلاثي، وتؤكد أن مختلف بنوده مرتبطة بعضها ببعض ولكل منها أهمية خاصة». وتضيف: «ننتظر من الوكالة وبموجب المادة السادسة من الإعلان، إبلاغ مجموعة فيينا (الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا) وإبلاغنا الرد الإيجابي لهذه المجموعة». وتحدث صالحي في الرسالة عن «مأزق سبّبته شروط غير مبررة فرضها أطراف آخرون»، في إشارة إلى «مجموعة فيينا»، ما أدى إلى تأخير صفقة تبادل الوقود النووي التي طُرحت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وعلمت «الحياة» أن أمانو أجرى بعد تسلّمه الرسالة، اتصالاً هاتفياً مطولاًَ مع المندوب الإيراني لدى الوكالة علي أصغر سلطانية الموجود في نيويورك لحضور مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي. وقال سلطانية ل «الحياة» إن أمانو نقل إليه انطباعاً جيداً حول بنود الاتفاق. وحضّ سلطانية «مجموعة فيينا» والمجتمع الدولي على انتهاز «الفرصة الفريدة»، متوقعاً أن يأتي الرد في غضون أيام. وقال: «أثبتت إيران حسن نيتها، ونأمل بأن يمهّد هذا الاتفاق لبداية جديدة، وعلى الطرف الآخر أن يثبت حسن نيته». ورفض الرد في شكل مباشر على سؤال عما إذا كانت طهران ستواصل التخصيب بنسبة 20 في المئة، مشدداً على ان التخصيب «حق مطلق (لإيران) ولا علاقة له» باتفاق التبادل. وقال: «هذه ليست القضية». أما الناطقة باسم الوكالة جيل تودور فأعلنت أن الوكالة ستبعث الرسالة إلى الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا للنظر فيها والرد عليها. وأضافت أن فحوى الرسالة لن يُعمّم على أعضاء مجلس محافظي الوكالة، إلا اذا طلبت طهران ذلك، وهذا لم تفعله طهران بعد. لكن ديبلوماسياً قريباً من الوكالة توقّع أن تبلغ طهران رغبتها في تعميم نص الإعلان على أعضاء مجلس محافظي الوكالة ال35، لحشد التأييد والدعم لمواقفها في الوكالة، قبل أسبوعين من اجتماع المجلس الذي سيناقش تطورات الملف النووي الإيراني. ولم يعلق مرشد الجمهورية علي خامنئي على تطورات الملف النووي، لكنه قال خلال مراسم تخريج ضباط لمناسبة ذكرى تحرير خرمشهر من القوات العراقية العام 1982، ان «أعداء الشعب الإيراني سيُهزمون بالتأكيد، كما هُزموا العام 1982». وأضاف ان «أعداء الشعب الإيراني يحاولون من خلال إعلامهم، تصوير الحقائق في شكل معكوس»، مؤكداً أنهم «يواجهون الشعب الإيراني بيأس تام، وحساباتهم خاطئة». وفي نيويورك (الحياة)، علق الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون على تسليم الرسالة الايرانية وقال في مؤتمر صحافي ان اجراء التبادل «في حال القبول به وتنفيذه قد يخدم كإجراء بناء ثقة مهم ويفتح الباب امام حل تفاوضي للمسألة الايرانية». ودعا طهران الى ابداء «شفافية اكبر» في برنامجها النووي، مؤكدا اهمية تعاونها بشكل كامل مع الوكالة الدولية.