فيينا، اسطنبول، واشنطن - أ ب، رويترز، أ ف ب - سلّمت طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، رسالة توجز اتفاق تبادل الوقود النووي الذي وقّعته إيران وتركيا والبرازيل، والذي دعت طهران مجموعة فيينا (الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا) إلى قبوله كي يبدأ تنفيذه. وسلّم رضا بورماند طهراني نائب المندوب الإيراني لدى الوكالة الرسالة إلى أمانو، خلال لقاء استمر 45 دقيقة وحضره ديبلوماسيون من تركيا والبرازيل. واعتبر المندوب الإيراني لدى الوكالة علي أصغر سلطانية حضور ديبلوماسيي البلدين «مؤشراً واضحاً إلى دعم تركيا والبرازيل، وهما بلدان شقيقان وصديقان». والرسالة الموقعة من رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي اكبر صالحي، تفيد بأن «جمهورية إيران الإسلامية تعلن موافقتها على مضمون الإعلان الثلاثي، وتؤكد ان مختلف بنوده مرتبطة بعضها ببعض ولكل منها أهمية خاصة». وتضيف: «ننتظر من الوكالة وبموجب المادة السادسة من الإعلان، إبلاغ مجموعة فيينا (الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا) وإبلاغنا الرد الإيجابي لهذه المجموعة». وينص الاتفاق على ان تسلّم طهرانأنقرة 1200 كلغ من اليورانيوم منخفض التخصيب (3.5 في المئة)، في مقابل الحصول على 120 كلغ من الوقود المخصب بنسبة 20 في المئة لاستخدامه في تشغيل مفاعل طهران للبحوث الطبية. وكانت الوكالة اقترحت في تشرين الأول (أكتوبر) 2009، بتأييد من الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا، إجراء تبادل مماثل، وافقت عليه إيران مبدئياً ثم وضعت شروطاً لتنفيذه، لم تقبل بها «مجموعة فيينا». وأكدت الناطقة باسم الوكالة جيل تيودور مضمون الرسالة، موضحة ان أمانو «سينقلها الى الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا كي تدرسها». أما سلطانية فقال: «نتوقع أن يُنفذ (الاتفاق) في أسرع وقت ممكن. نتوقع ان يستغل الآخرون هذه الفرصة الفريدة». ورفض الرد في شكل مباشر على سؤال عما اذا كانت طهران ستواصل التخصيب بنسبة 20 في المئة، مشدداً على ان التخصيب «حق مطلق (لإيران) ولا علاقة له» باتفاق التبادل. وقال: «هذه ليست القضية». لكن ديبلوماسياً غربياً تساءل: «يقولون ان التخصيب المرتفع هو لإنتاج وقود للمفاعل. لماذا يواصلون ذلك اذا حصلوا على الوقود؟ إذا واصلوا ذلك، سأُفاجأ جداً إذا حقّق هذا الاتفاق شيئاً». وفي اسطنبول، أعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست ان بلاده قبلت الاتفاق «لإيجاد مناخ يستند إلى الثقة والتعاون». وقال ان «العالم ينتظر رداً إيجابياً من الدول النووية ومجموعة فيينا»، مضيفاً: «سنتوصل الى اتفاق مع المجموعة بعد انتهاء مناقشة كل التفاصيل الفنية والرسمية». في غضون ذلك، توقّعت صحيفة «واشنطن بوست» تضرر العلاقات الأميركية - التركية، إذا سعت أنقرة الى عرقلة التصويت في مجلس الأمن على قرار لفرض عقوبات على طهران. ونقلت عن مسؤول بارز في الإدارة الأميركية قوله: «ستكون هناك دوماً قضايا مهمة نتعاون مع تركيا في شأنها، لكن في موضوع يهمّنا إلى هذا الحد، سيكون هناك بالتأكيد تأثير على الأسلوب الذي يتفاعل فيه الأميركيون والكونغرس والرئيس مع تركيا». ونقلت الصحيفة عن مسؤول تركي قوله ان «المسؤولين في واشنطن يعتقدون أننا نحاول فقط تقويض جهود الولاياتالمتحدة والحلفاء الآخرين في مجلس الأمن، وهذا أمر بعيد من الحقيقة. نحن في الواقع نعلم ان هذا لا يشكّل حلاً للمشكلة برمتها»، مضيفاً: «ما نحاول فعله هو إيجاد نوع من الأساس لجذب الإيرانيين وإعادتهم إلى الطاولة لمناقشة الملف النووي بأكمله». جاء ذلك بعدما انتقد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد موسكو لدعمها مشروع قرار العقوبات. وقال: «لو كنت مكان المسؤولين الروس، لكنت اكثر تيقظاً عند اتخاذ موقفي».