بعد أسابيع عدة من هطول الأمطار الغزيرة على منطقة الرياض، والتي ألحقت أضراراً بمنازل عدة في حي النظيم، لا يزال سكانها (عددهم 16 عائلة) يعيشون مصيراً مجهولاً حتى لو أقاموا أياماً أو أشهراً في شقق مفروشة تبرع بها فاعل خير، كون مساكنهم الأساسية أزالتها السيول، ولم تترك لهم مأوى يعودون له من جديد. وقال فهد العنزي ل «الحياة»: «بعد دخول مياه السيول منازلنا الصغيرة التي لا تستطيع مقاومة المطر، انهارت بعد محاصرة السيول لها، ما أجبرنا على مغادرتها، والسكن في شقق مفروشة، حتى نعود إلى مساكننا «عبارة عن صفيح»، وأخشى على أسرتي التكيف في السكن الموقت حالياً»، مشيراً إلى أنه تردد في تسلم مفتاح الشقة خوفاً من انعكاسها سلباً على أطفالي وزوجتي. وأضاف أنه حاول الحصول على سكن لعائلته من طريق المساكن الخيرية، لكن طلبه قوبل بالرفض لصغر سنه، كون نظام تلك المساكن لكبار السن فقط، على حد قوله. وذكر بندر السبيعي أنه لا ينسى مشهد حصار السيول للعائلات في الحي، ومناظر عمليات إنقاذ رجال الدفاع المدني للمحاصرين، لافتاً إلى أن مصيره وعائلته مجهول بعد انتهاء مدة الإقامة في الشقق المفروشة، والعودة إلى البيئة التي كنا نعيش بها، وتفتقر لمقومات العيش، والرعاية الصحية والتعليم، والتكاليف المدرسية التي تحتاج إلى صرف مالي لها. وأضاف: «نخشى على أطفالنا من لدغات العقارب والثعابين، التي تختبئ تحت مكان نومنا أو في داخل ملابسنا، إذ في إحدى المرات تعرضت ابنة أختي للدغة عقرب، وعرضتها على المسعف في المركز الصحي، وتفاجأت بعدم وجود مضادات لتخفيف الألم عنها وإحالتها إلى مستشفى آخر»، مطالباً بتوفير مساكن صغيرة للعائلات المتضررة، تقاوم المطر، ووجود رعاية صحية، وتعليم في الحي الذي يسكنونه. فرحة السكن في الشقق المفروشة والبعد عن «الصنادق» تظهر جلياً على وجوه الأطفال، الذين لا يعرفون ما ستؤول إليه أيامهم المقبلة، إذ تقول الطفلة معالي العنزي (سبع سنوات) إنها لا تحب العودة من جديد لمنزلهم القديم خوفاً من لدغة العقرب لها مرة أخرى، وتريد الدراسة مع بقية البنات في المدرسة، خصوصاً أنها وجدت الراحة والأمان في الشقق المفروشة، ومشاهدة أفلام الكرتون من دون خوف من الزواحف. وذكرت مصادر مطلعة (فضلت عدم ذكر اسمها) ل«الحياة»، أنه تم تشكيل لجنة من الدفاع المدني وامارة منطقة الرياض، لصرف تعويضات للمتضررين من السيول، ووفرت لهم شققاً مفروشة موقتة حتى ينتهوا من ترتيب منازلهم المتضررة، ومن ثم العودة لها من جديد.