طهران، برازيليا، واشنطن، موسكو – أ ب، رويترز، أ ف ب – اعتبر رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني أمس، أن الولاياتالمتحدة حوّلت تركيا والبرازيل إلى «أضحوكة» في مسألة اتفاق تبادل الوقود النووي المُوقّع مع إيران، فيما عزا زعيم المعارضة مير حسين موسوي احتمال فرض عقوبات على البلاد إلى «السياسات الخارجية المغامرة والفظة» التي تنتهجها الحكومة. وقال لاريجاني خلال جلسة للبرلمان إن «أميركا طلبت خطياً من تركيا أن تتوسط في الملف النووي الإيراني، وفتحت الطريق أمام تركيا والبرازيل في هذا المجال»، مضيفاً أن «أميركا تمارس الخداع من خلال لجوئها الى الضجيج الإعلامي، وتعمل جاهدة لإصدار قرارات معادية لإيران». وزاد: «قلنا منذ البداية لأصدقائنا الأتراك والبرازيليين، أننا لا نثق بأميركا والغرب في قضية التبادل». وتساءل متوجهاً الى الغرب: «إذا لم تكونوا في صدد إثبات حسن نياتكم، لماذا جعلتم من البلدين المهمين تركيا والبرازيل أضحوكة في هذه القضية»؟ وشدد لاريجاني على ضرورة تنفيذ الاتفاق «في شكل كامل»، محذراً واشنطن من أن «المؤامرات التي تحيكها ضد طهران» بعد الاتفاق ستجعل «مسار تنفيذ التبادل يذهب في اتجاه آخر». وقال إن «مجلس الشورى سيتخذ قرارات جديدة في شأن تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذا أرادت أميركا والغرب دفع مجلس الأمن إلى فرض عقوبات جديدة». في الوقت ذاته، حمّل موسوي الحكومة مسؤولية فرض عقوبات محتملة على البلاد. وقال: «في الأيام الأخيرة، أُثيرت قضية العقوبات ضد بلادنا. على رغم أننا نعتقد أن هذا الوضع نشأ من السياسات الخارجية المغامرة والفظة، نعارضها لأنها ستؤثر في معيشة الشعب». وأشار موسوي الى أرقام نشرها «صندوق النقد الدولي»، وتفيد بتراجع إجمال الناتج المحلي نصف نقطة السنة الماضية، ليبلغ 1.8 درجة، معتبراً ذلك مثل «شنّ هجوم ساحق على أعداء خارجيين». ونقل موقع «كلمة» الإلكتروني عن موسوي قوله إن «ضغط هذا التراجع سيقع على رجال الأعمال وسيتبعه فقر وبطالة مرتفعة». جاء ذلك في وقت أعلن ناطق باسم الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا برازيليا أن اتفاق التبادل «يتضمن إلى حد كبير عناصر من رسالة وجهها الرئيس (الأميركي باراك) أوباما الى الرئيس لولا قبل 15 يوماً». ورفض الناطق تأكيد مضمون الرسالة التي نشرت صحف برازيلية ما قالت انه مقتطفات منها، وكان وزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم والمستشار الرئاسي ماركو اوريليو غارسيا أشارا الى وجودها. واعتبرت صحيفة «او غلوبو» أن «نشر هذه الرسالة يضع الديبلوماسية الأميركية في وضع حساس». في غضون ذلك، رفعت وزارة الخارجية الأميركية العقوبات المفروضة على 4 شركات روسية مُتهمة بمساعدة إيران في محاولة صنع أسلحة نووية، من بينها شركة «روزوبورون اكسبورت» الحكومية لتجارة السلاح. ويأتي ذلك بعد موافقة موسكو على مشروع قرار أميركي لفرض عقوبات على طهران في مجلس الأمن. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية أندي لين إن رأي روسيا في شأن إيران «تطوّر بمرور الوقت»، مضيفاً: «نشعر باطمئنان إلى أننا نستطيع رفع هذه العقوبات». وكان مسؤول روسي قال قبل أسابيع أن موسكو تنتظر رفع العقوبات الأميركية على هذه الشركات، إذا أيّدت روسيا العقوبات. وإضافة الى «روزوبورون اكسبورت»، تشمل العقوبات المرفوعة «جامعة ديمتري ميندلييف للتكنولوجيا الكيماوية» و «مؤسسة موسكو للطيران» و «مكتب تولا لتصميم المعدات». الى ذلك، أعلن مصدر ديبلوماسي روسي أن «منظمة شنغهاي للتعاون» وهي تكتل أمني ودفاعي تقوده بكينوموسكو، لن تقبل بعضوية إيران كونها «خاضعة لعقوبات من مجلس الأمن». وقدمت إيران عام 2008 طلباً للانضمام الى المنظمة التي تضم الصين وكازاخستان وقرغيزستان وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان.