نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو انباء عن استعداد الجانب الفلسطيني لمبادلة مساحة واسعة من الأراضي مع اسرائيل في اطار اتفاق سلام مستقبلي، كما أكد أن المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل لم يبدأ بعد وساطته في المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين. ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة «هآرتس» عن نتانياهو قوله في بداية اجتماع لوزراء حزب «ليكود» الذي يتزعمه امس: «التقارير غير صحيحة». وكان نتانياهو يشير إلى تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الجمعة الماضي افاد ان السلطة الفلسطينية عرضت تنازلات مفاجئة على اسرائيل تتعلق بحدود الدولة الفلسطينية المستقبلية، مضيفة ان المفاوضين الفلسطينيين عرضوا مراراً مبادلة مساحة مماثلة، او حتى ضعف مساحة الأراضي التي عرضها الرئيس محمود عباس على رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود اولمرت خلال محادثاتهما عام 2008. ونسبت «هآرتس» إلى مسؤول مطلع على تفاصيل المحادثات بين عباس وميتشل ان الرئيس الفلسطيني طلب من ميتشل خلال لقائهما في رام الله الأربعاء الماضي، استيضاح موقف نتانياهو من اقتراح أولمرت في شأن حدود الدولة الفلسطينية والترتيبات الأمنية فيها، وكذلك موقفه ازاء رد الفلسطينيين على الاقتراح، مضيفة ان عباس شدد على التزام الفلسطينيين الرد الذي قدموه الى اولمرت. وتابعت ان الإدارة الأميركية مطلعة على تفاصيل اقتراح أولمرت والرد الفلسطيني عليه بعدما تم تمرير وثيقة مكونة من 11 صفحة عن مواقف الطرفين إلى وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس ومستشاري الرئيس باراك أوباما خلال فترة تسلم إدارته السلطة. وذكّرت «هآرتس» بأن اقتراح أولمرت نص على أن تضم إسرائيل إليها 6.5 في المئة من مساحة الضفة في مقابل أراض بديلة في الجانب الإسرائيلي من الحدود تصل مساحتها إلى 5.8 في المئة من الضفة، إضافة إلى ممر آمن بين الضفة وقطاع غزة. وأوضحت أن عباس استعرض أمام ميتشل موقفه في شأن حدود الدولة الفلسطينية والذي ينص على أن الدولة الفلسطينية يجب أن تقام على مساحة مطابقة لحدود عام 1967، أي 6200 كيلومتر، وأن الفلسطينيين مستعدون لإجراء تعديلات على الحدود وتبادل أراض، تضم إسرائيل في إطارها ما لا يتجاوز 1.9 في المئة من مساحة الضفة في مقابل حصول الفلسطينيين على مساحة مطابقة داخل إسرائيل. واضافت ان عباس طلب ايضاً من ميتشل استيضاح موقف حكومة نتانياهو في شأن الموضوع الأمني، وقال إنه سيوافق على جعل الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح بموجب مبدأ «دولة مع جيش محدود» ونشر قوة دولية في الضفة لفترة طويلة، لكنه رفض وجود قوات إسرائيلية في مناطق الدولة الفلسطينية. عمر سليمان في اسرائيل الى ذلك، اعلن مصدر اسرائيلي رسمي امس ان مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان سيزور اسرائيل اليوم لاجراء محادثات مع نتانياهو وعدد من كبار المسؤولين. وافاد مكتب نتانياهو في بيان ان «الزيارة ستتناول عملية السلام والعلاقات الثنائية، وكذلك القضايا الاقليمية والامنية»، وان اللواء سليمان سيلتقي ايضاً وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك ومستشار الأمن لدى رئيس الحكومة عوزي أراد. وتأتي الزيارة عقب اللقاء الذي جرى في الثالث من أيار (مايو) في مصر بين رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس حسني مبارك. وتناول هذا النوع من اللقاءات في السابق المفاوضات للافراج عن الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت في مقابل اطلاق ألف أسير فلسطيني.