بعد نحو عامين من الخلاف بين مواطن وإدارة التربية والتعليم في محافظة بيشة على أحقية كل منهما في قطعة أرض، أمر أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بأن تكون الأرض لإدارة التربية مستنداً في ذلك إلى خطاب من رئيس مركز الحازمي، لكن كتابة العدل في المحافظة أوقفت إجراءات إزالة «إحداثات» على الأرض، متذرعة بأن الرسم (الكروكي) الذي تملكه للموقع يختلف عما لدى «تربية بيشة». وذكر مصدر مطلع ل «الحياة» أن المشكلة بدأت حين وقعت إدارة التربية والتعليم في «بيشة» مع إحدى المؤسسات لتنفيذ مشروع توسعة من أجل إضافة فصول وغرفة حارس ومقصف للمدرسة على أرض تقع إلى جوارها، بناءً على الصك الذي تحمله، لكنها فوجئت بسور وضعه مواطن يدعي ملكيته الأرض، فجرى تشكيل لجنة لإنهاء الخلاف رأت تحويل صك «التربية» إلى مكتب استشاري لعمل رفع مساحي وتطبيق صكها على الطبيعة، وأعد محضر بأن المواطن يعتبر «متعدياً» على الأرض، وصدرت توجيهات أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بإزالة «إحداثه» وتحرير الأرض لمصلحة إدارة التربية والتعليم للبنات في بيشة بتاريخ 27/4/1431ه. وأضاف أن لجنة شكلت لتنفيذ توجيه أمير «عسير» وعملت قبل أيام على إزالة التعديات، لكنها فوجئت برئيس مركز الحازمي يأتي ب «كروكي» صادر من كتابة العدل يؤكد اختلافه مع الصك الذي تملكه «تعليم بيشة» فتوقف العمل. واستنكر رئيس قسم المباني والتجهيزات في إدارة التربية والتعليم في محافظة بيشة المهندس فايز الشهراني تصرف رئيس مركز الحازمي. وقال: «الصك وفقاً للواقع يؤكد أحقية التربية في الأرض، والمواطن يتذرع برسم غير قانوني حتى الآن من كتابة العدل». وأكدت مديرة المدرسة أنها خاطبت هيئة حقوق الإنسان والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ووزارة التربية والتعليم وإمارة منطقة عسير، نظراً لعدم إنهاء الجهات التنفيذية القضية وتأخير تنفيذهم أمر أمير عسير الذي ألزم الجهات بإزالة إحداث المواطن، مشيرة إلى أن الطالبات يعشن أوضاعاً سيئة داخل المبنى الضيق. لكن الطرف الثاني في القضية ظويفر الشهراني نفى ل «الحياة» صحة صك إدارة التربية والتعليم للبنات، لافتاً إلى أن موقع الصك عرمان والموقع الذي تقع فيه المدرسة التي ترغب إدارة التربية في تنفيذ مشروعها عليه يدعى «بدهان». وذكر أن حدود الصك غير صحيحة فهو يشير إلى أن حدود الأرض من الغرب جبل ثم أرض فضاء ومن الشمال جبل، في حين أن الأرض يحدها على الواقع أربعة شوارع، مضيفاً أن الأرض مثار الخلاف تعود إلى أيتام يبلغ عددهم 24 فرداً ويمتلكون وثيقة منذ عام 1390ه تؤكد أحقيتهم في الأرض بما فيها موقع المدرسة الحالي. من جهته، أوضح محافظ محافظة بيشة مساعد التمامي ل «الحياة» أن لجنةً كانت وقفت على الأرض سابقاً، ورفع رئيس مركز الحازمي تقريراً عن أن المواطن تعدى على أرض حكومية مجاورة للمدرسة، فجرى رفع الأمر إلى أمير منطقة عسير الذي وجه بإزالتها فوراً. وأضاف أن اللجنة الثانية المكلفة بالإزالة وجدت ملابسات في تحديد موقع أرض الصك، فجرى التنسيق مع إدارة التربية والتعليم للبنات لإعادة وقوف المتخصصين من التربية والتعليم مع اللجنة ووضع معالم لحدود صك أرض المدرسة بشكل دقيق لمباشرة الإزالة، وعندما بدأت اللجنة بالإزالة رفعت كتابة العدل رسماً آخر للموقع يؤكد الاختلاف بينه وبين ما لدى «تعليم البنات» في بيشة فتوقف العمل. وتابع: «لا أعلم لماذا تأخرت كتابة العدل حتى قامت اللجنة على الموقع بالإزالة»، مؤكداً أن تعليم بنات بيشة إدارة حكومية والأرض مملوكة لها وفقاً للصك الذي تقدمت به. ووعد بإنهاء القضية قريباً: «لم نتعمد تأخير أمر أمير منطقة عسير بل نحاول التأكد أكثر كي لا نقع في إحراج مع المواطن».