تناول نقاد وأدباء في جلسة نقدية عقدها نادي الأحساء الأدبي، أخيراً رواية يحيى أمقاسم، «ساق الغراب» التي حازت اهتمام عدد من النقاد والمهتمين. واتفقت الجلسة التي أدارها القاص عبدالجليل الحافظ وحضرها رئيس النادي الدكتور يوسف الجبر، على صورة المرأة في الرواية، وأنها «كسرت حاجز الصورة المتعارف عليها في بعض الروايات والقصص، بأن المرأة جسد ووعاء يصب عليها الظلم والقهر والاستلاب». وقال الناقد محمد الحرز: «إن الروائي امقاسم نجح في «ساق الغراب»، في تحويل الذاكرة التاريخية إلى عمل روائي. ولم تسقط الذاكرة في فخ التأريخ والتوثيق، كما لم تسقط في الأدلجة كمنظور إلى هذه الذاكرة، بل منظور الرؤية الشعرية إليها، وهيمنة منطقه عليها، مع قدرته على امتلاك الحس الناستولوجي (الحنيني)، الذي يرتفع بالرواية إلى مصاف المخيلة»، مشيراً إلى أن الرواية «تنفتح منذ البداية على المكان، بوصفه منبع القيم التي يتأسس عليها المجتمع، وتنهض بها العلاقات، ويرى من خلالها إلى الحياة والوجود والإنسان». وقال تركي الرويثي، في ورقته: «إن أمقاسم اختار طبقته الصوتية الخاصة، ولم يُستدرج، ولم ينساق، فكان هذا العمل الفاتن»، موضحاً أنه لدرس «ساق الغراب»، «من المهم النظر إلى زمن كتابتها، ليُكشف الجهد الكبير الذي بذله الراوي ليخرج هذا العمل، وحجم العزلة التي طوق نفسه بها»، مؤكداً أن «ساق الغراب» ستبقى كنجم سهيل، «تشير للجنوب دائماً. وعرف يحيى قدرة صوته، درسه جيداً، وضعه في مكانه المناسب، فكان هذا اللحن الجميل، وأيضاً النشاز وسط صراخ ملأ الأفق». وأشار القاص أحمد العليو إلى أن «ساق الغراب» رواية «التحولات، ورواية جيلين، جيلٌ سؤدد جبار، وآخرٌ متخاذلٌ مهان. وأن الرواية التي تُسرد بضمير الغائب العليم، تسمح للراوي بالتنقل بين الأمكنة وبين الشخصيات والغوص في نفسياتهم ودواخلهم، كما يتنقل بين الأزمنة الثلاثة، فتجده يعود إلى الماضي، وينتقل إلى الحاضر، ويستشرف المستقبل». ورأى كاظم الخليفة، أن الرواية «صورت المرأة القيادية، كالأم صادقية، وفيما بعد شريفة بنت بشيبش! وكيف كانت المرأة تشارك وتتفاعل في مجتمعها، وتلعب دوراً أساسياً في تنميته وتطوره، وحينما عزلت المرأة وحُجم دورها تراجع المجتمع وتقهقر». وتساءلت ابتسام المقرن في قراءة نقدية، تم تسلمها عبر البريد الإلكتروني: «هل هذه الرواية تُعلي مكانة المرأة، وتخبرنا أن المرأة سابقاً حصلت على حقوق لم تنلها في الزمن الحاضر مثلاً؟ ربما كانت كذلك، لكنها في موضع آخر تبين أنه وفي «عصيرة» هناك من ينظر بدونية إلى المرأة».