للمرة الثالثة خلال العام الاخير، حمّلت الحكومة المقالة التي تقودها حركة «حماس» في غزة، وفداً أميركياً زار قطاع غزة رسائل عدة للإدارة الأميركية دعتها فيها الى فتح حوار متبادل معها. وقال وكيل وزارة الخارجية في الحكومة المقالة الدكتور أحمد يوسف في مؤتمر صحافي عقده في أعقاب اجتماع رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية مع وفد أميركي يضم شخصيات سياسية وأساتذة جامعات ينتمون الى الجمعية الوطنية للمصالحة الدولية في الولاياتالمتحدة، إن «اللقاء ركز على الدعوة إلى حوار متبادل مع الإدارة الأميركية والشعب الأميركي، وضرورة رفع الفيتو عن المصالحة الفلسطينية من أجل تسهيل تحقيقها». وأضاف يوسف، الذي عاش في الولاياتالمتحدة ردحاً من الزمن ويحمل جنسيتها، أن هنية «حمّل الوفد رسائل عدة تعبّر عن سعي الشعب الفلسطيني الى التوصل الى السلام والأمن في المنطقة». وأشار الى أن هنية «قدم للوفد رؤية تجاه سياسة الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس باراك أوباما، ووجّه دعوه بضرورة فتح علاقات مباشرة معها من أجل العمل على نقل الصورة الحقيقة عن الشعب الفلسطيني وقضيته». وقال إن هنية عبّر عن أمله في أن «تعمل الإدارة الأميركية على فك الحصار المفروض على قطاع غزة» من جانب اسرائيل منذ سنوات طويلة، كما أكد للوفد «عدم وجود معارضة لفكرة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، من أجل تحقيق الأمن للشعب الفلسطيني، وعودة اللاجئين وتعويضهم عن معاناتهم، وإطلاق جميع الأسرى من السجون الاسرائيلية». وكان الوفد الذي يضم سبعة أعضاء، وصل إلى غزة مساء أول من أمس قادماً من مصر عبر معبر رفح الحدودي، في زيارة تستغرق 48 ساعة في إطار جولة لتقصي الحقائق في منطقة الشرق الأوسط، وسعياً الى تحقيق مصالحة فلسطينية. وقالت مصادر أمنية مصرية أن الوفد جاء إلى القطاع «لعقد سلسلة لقاءات مع مسؤولي حماس في إطار مهمة تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية، وتحقيق مصالحة وطنية بين الأطياف الفلسطينية». وسيطلع الوفد الأميركي على الأوضاع الإنسانية في القطاع وظروف الحصار الإسرائيلي وتداعياته الإنسانية على الفلسطينيين. وعن المصالحة، أوضح يوسف أن هنية «أكد للوفد الأميركي سعي «حماس» الى إيجاد شراكة حقيقية مع حركة فتح وجميع الأطراف السياسية في المجتمع الفلسطيني، وأن الحكومة مؤمنة بالانتخابات والتداول السلمي للسلطة، بما يخدم الصالح العام». ولفت الى أن «الوفد اقترح وجهات نظر عدة في قضيتي المصالحة الفلسطينية والتسوية السلمية مع الاحتلال الإسرائيلي»، من دون الافصاح عن هذه الأفكار والمقترحات. من جانبه، قال رئيس الوفد ديفيد نيوتن ان الزيارة لقطاع غزة «هي المحطة الأهم في الجولة للاطلاع على حجم المعاناة والواقع الإنساني ونقل هذه المعاناة إلى أعضاء الكونغرس». وأضاف: «نسعى الى تحقيق توازن في الشرق الأوسط».