وسط أجواء من الغضب الشديد، شيّع المئات من أنصار حركة «الجهاد الإسلامي» والمواطنين أمس الشهيدين نادر أبو دقه وحمدي أبو حمد من مسجد عمار بن ياسر في بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة الى مثواهما الأخير في مقبرة الشهداء. وكان الشهيدان أبو دقة وأبو حمد، وهما من عناصر «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد»، سقطا أول من أمس برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما خاضا اشتباكاً مسلحاً مع قوة إسرائيلية عند الحدود الشرقية لمدينة خان يونس، ما أدى ايضاً الى إصابة أحد الجنود بجروح متوسطة. وشدد القيادي في «الجهاد» خالد البطش على مواصلة «المقاومة حتى تحرير فلسطين»، مشدداً على «حق المقاومة في التصدي للعدوان الإسرائيلي واستعادة الحقوق الوطنية»، وأضاف: «نثني على بطولات الشهيدين ودورهما في النضال والمقاومة». ودعا ناشطون في «الجهاد» أثناء الجنازة الى المضي قدماً في طريق مقاومة الاحتلال الإسرائيلي واستعادة الحقوق الفلسطينية، منددين بإسرائيل وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني. وردد المشيّعون هتافات تدعو الى «الثأر»، منها «بالروح بالدم نفديك يا شهيد» و«الانتقام الانتقام». صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلية والمستوطنون الاعتداءات ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، اذ ارتفع عدد الذين اعتقلوا الأسبوع الأخير الى50 مواطناً فلسطينياً. وبيّن تقرير صدر أمس عن دائرة شؤون الدفاع عن الأرض والمقاومة أن جيش الاحتلال صعّد من حملة الاعتقالات بحق المشاركين في المسيرات السلمية المنددة بجدار الفصل العنصري، حتى انها طاولت مواطنين فلسطينيين ومتضامنين اجانب في المسيرات الأسبوعيه في كل من بيت جالا ونعلين وبلعين والمعصره والنبي صالح. وذكر التقرير ان سلطات الاحتلال شنت حملات دهم في الخليل وحلحول ويطا وأذنا وجنين وكفر راعي ونابلس وبيت لحم، وأغلقت وادي قانا شمال غربي مدينة سلفيت ومدخل دير استيا. ورصد التقرير سلسلة اعتداءات قام بها المستوطنون على المواطنين، من بينها اقدام مستوطن على دهس المواطنة انيسة حسن عبد السلام الطوس (35 سنة) وابنتيها الطفلتين رؤى (سنتين) ونغم (5 سنوات) أثناء سيرهن على مدخل قرية جبع. وأشار ايضاً الى دهس المواطن احمد محمد صافي العلامي (22 سنة) من بلدة بيت أمر، من جانب سيارة مستوطنين، وذلك أثناء عبوره للشارع على مدخل البلدة، اضافة الى اعتداء مستوطن آخر في مدينة القدس على المواطنة الطاعنة في السن شيحة حسن علي (90 سنة) بالضرب المبرح، وعلى حفيدها نصرالله البالغ من العمر أربع سنوات، والذي كان برفقتها وأصيب هو الآخر في رأسه. وامس أضرم مستوطنون النار في مراع تقع في منطقة الأغوار الشمالية شمال شرقي الضفة. وقال شهود إن مستوطنين من مستوطنة «مسكيوت» أضرموا النار في منطقة وادي الفاو، وهي منطقة رعوية تسكنها عائلات عدة في بيوت من الخيش. وأضافوا انه لولا قيام المواطنين والرعاة في المنطقة بإطفاء النيران التي اشتعلت بالهشيم، لكانت امتدت على مساحات واسعة من المنطقة. من جهة ثانية، سلمت سلطات الاحتلال 10 عائلات من بدو الكعابنة إخطارات بإخلاء مضاربها شرق رام في محيط قرية الطيبة، وأغلقت مكتب مفتشي بلدية الخليل في البلده القديمة.