وصفه المتضادون بأنه يوم مفصلي في تاريخ الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ولم تختلف الكلمات التي استخدمها رئيس الاتحاد الحالي محمد بن همام ومنافسه على مقعد تنفيذية الفيفا رئيس الاتحاد البحريني سلمان آل خليفة ومن يدور في فلك تأييدهما، إذ اتفقوا - وإن بتعابير متفاوتة - على أن الانتخابات ستكون لحظة حاسمة في اتجاه ادارة اللعبة في آسيا. ولم تنقطع المؤتمرات الصحافية المتتالية في العاصمة الماليزية كوالالمبور - حيث تعقد الجمعية العمومية - التي صبت جام غضبها على الرجل الأول في آسيا ابن همام، إذ وصفه الكوري الدكتور مونغ تشونغ بأنه مجنون ويحتاج إلى مستشفى للأمراض العقلية. وفي الوقت الذي لمح فيه رئيس الاتحاد الكويتي إلى أنه لن يصمت على استبعاد الكويت من التصويت بقرار اعتمدته اللجنة التنفيذية أمس مهدداً باتخاذ اجراءات «غير عادية»، كان الدكتور تشونغ أكثر صراحة حين قال: «لن نستطيع أن نكون سوياً في الاتحاد ذاته»، فيما أكد نائب رئيس الاتحاد الآسيوي يوسف السركال في تصريح لقناة «العربية» أن قرار عدم السماح للكويت في التصويت لعدم وجود اتحاد، وعدم قبول مشاركة اللجنة المشرفة على الكرة هناك في التصويت اتخذ بالغالبية، وان ممثل السعودية حافظ المدلج امتنع عن التصويت سواء مع القرار، أو ضده. وتدور أحاديث حول نية دول عدة في آسيا التنسيق لانشاء اتحاد مستقل يقيم أنشطة كروية في محاولة للضغط على الاتحاد الدولي للتدخل. الماكينة الانتخابية لكلا الطرفين بذلت جهودها كافة لكسب الأصوات، واختلفت استراتيجية كل منهما، ففي الوقت الذي بدأ ابن همام تحركاته الاعلامية باكراً قبل أن يقرر الركون لخيار الصمت، توالت مؤتمرات المعسكر المضاد بدءاً ببيتر فيلابان ومروراً بأحمد الفهد وانتهاء بالدكتور تشونغ. وبدت حال الاختلاف الحاد جلية في الحفلة التي اقامها الاتحاد الآسيوي أمس على شرف رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر، اذ دخل رئيس الاتحاد الكويتي أحمد الفهد لتحية الحضور ثم انصرف من دون أن يحتل المقعد المعد له. وعلى رغم تأكيد كلا المعسكرين امتلاكه لأصوات تخوله الفوز بفارق كبير إلا أن الاتحادات التي لم تكشف عن أصواتها بعد حيرت المراقبين وجعلت كل الاحتمالات واردة، في حين لمح الرئيس الشرفي للاتحاد السيرلانكي ميرلاند فرناندو إلى فرص ابن همام في الفوز، قائلاً: «الاتحادات الفقيرة مع ابن همام ولكم أن تحسبوا كم اتحاد فقير في آسيا»، ملمحاً إلى أن الفقراء سيقودون ابن همام إلى المنصب.