وضعت إسرائيل مجدداً العصي في دواليب عملية السلام مع الفلسطينيين ووجهت صفعة قوية إلى جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري للتوصل الى «اتفاق إطار» عندما رفضت إطلاق الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل اتفاق أوسلو، متنكرة بذلك لالتزاماتها التي مهدت لاستئناف المفاوضات. وفيما واصل كيري اتصالاته مع إسرائيل لإنقاذ المفاوضات، أعلنت السلطة الفلسطينية أنها ستستأنف المساعي للانضمام الى المنظمات الدولية، مطالبة بحماية دولة فلسطين. (للمزيد) وكان مقرراً أن تطلق إسرائيل سراح الدفعة الرابعة من الأسرى (30 أسيراً) اليوم. غير أن مسؤولين فلسطينيين قالوا إن كيري ومعاونه مارتن أنديك أبلغا الرئيس محمود عباس بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أبلغهما بأن حكومته ستنهار في حال إطلاق هذه الدفعة من الأسرى لأنها تضم 14 أسيراً من حملة الهوية الإسرائيلية، وطالبا عباس بالموافقة على تمديد المفاوضات لإقناع الجانب الإسرائيلي بإطلاق الأسرى، وهو أمر رفضه عباس تماماً، مؤكداً أنه غير مستعد لبحث أي موضوع متعلق بالتفاوض قبل إطلاق الأسرى. وصرح نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح» اللواء جبريل الرجوب لوكالة «فرانس برس» بأن «إسرائيل رفضت التزام الأسماء المتفق عليها من الأسرى»، معتبراً «تهربها من تنفيذ الصفقة وعدم التزامها تفاهماتها مع الإدارة الأميركية، صفعة قوية للإدارة الأميركية وجهودها». وطالب «بتأمين حماية للدولة الفلسطينية»، مضيفاً: «سنبدأ بالتحرك باتجاه العمل على تثبيت عضوية دولة فلسطين في الأممالمتحدة، وتثبيت مركزها القانوني بعد أن أصبحت دولة غير عضو في الأممالمتحدة منذ عام 2012». من جانبه، قال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع إن الأسرى يهددون بخطوات تصعيدية في حال تراجع إسرائيل عن الاتفاق الخاص بإطلاق الدفعة الرابعة أو أرجاء تنفيذه. في هذه الأثناء، أكدت مصادر ديبلوماسية غربية ل «الحياة» أن كيري ما زال يعمل من أجل التوصل إلى «اتفاق إطار»، وأن خطته البديلة، في حال فشل هذا الاتفاق، هي تمديد المفاوضات حتى نهاية العام. وأضافت أن كيري يعمل في هذه المرحلة على محاولة إيجاد مقايضة بين الجانبيْن يعدّل بموجبها البند المتعلق بإسرائيل بصفتها «الوطن القومي لليهود» في الاتفاق في مقابل موافقة الجانب الفلسطيني على البند المتعلق بالقدس. وتابعت: «بينما يعمل كيري على التوصل الى اتفاق إطار، يقوم أنديك بفحص شروط تمديد المفاوضات حتى نهاية العام في حال فشل مشروع اتفاق الإطار». وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي للصحافيين المرافقين للرئيس باراك أوباما في زيارته للمملكة العربية السعودية، إن «أنديك وكيري ما زالا يعملان بشكل مكثف مع الطرفين في شأن هذه المسائل». وقال مسؤول فلسطيني ل «الحياة» إن الجانب الأميركي يبدي استعداداً لتعديل الصيغة المتعلقة بيهودية إسرائيل، وجعلها أمراً مرتبطاً بالاتفاق النهائي، لكن الجانب الفلسطيني رفض ذلك، كما رفض الموافقة على البند المتعلق بالقدس، والذي ينص على إقامة عاصمة في جزء من القدسالشرقية وليس في كل القدسالشرقية. ويميل الجانب الفلسطيني إلى سحب «اتفاق الإطار» من التداول خشية أن يشكل مرجعية جديدة للمفاوضات تهبط بسقف الحقوق الفلسطينية، بينما يبدي الجانب الإسرائيلي حماسة كبيرة، غير معلنة، لإبقائه.