تحوّلت المشاركة العربية والدولية في «المنتدى الاقتصادي العربي» في بيروت تظاهرة تضامن مع لبنان، لا سيما من رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، فيما يغادر رئيس الحكومة سعد الحريري اليوم الى الأردن للقاء الملك عبدالله الثاني في إطار جولته العربية والإقليمية قبل زيارته الولاياتالمتحدة الأميركية الاثنين المقبل. وعُقد مجلس الوزراء عصر أمس برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لاستكمال البحث في مشروع موازنة العام الحالي. وقال سليمان في مستهل الجلسة أن اتفاق طهران لتبادل اليورانيوم المخصب فتح نافذة إيجابية على الحلول الديبلوماسية في الأزمة الإيرانية. وعلى صعيد آخر، أخذت الحمى التنافسية للمرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية في محافظتي الجنوب والنبطية، تسبب بعض التوتر في مدينة صيدا حيث تصاعد الخطاب السياسي بين اللائحتين المتنافستين، الأولى برئاسة رجل الأعمال محمد السعودي والمدعومة من تيار «المستقبل» والجماعة الإسلامية والعائلات، والثانية المدعومة من النائب السابق أسامة سعد والتنظيم الشعبي الناصري والأحزاب الوطنية، فحصل احتكاك بين أنصار الجانبين، عمل الجيش اللبناني على معالجته بانتشار في الأسواق التجارية، بينما تبادل الطرفان الاتهامات حول المسؤولية عن التوتر. وتشهد بعض قرى الجنوب منافسة بين ائتلاف «حزب الله» وحركة «أمل» من جهة وبين بعض القوى السياسية المناوئة لهما مع بعض العائلات الرافضة لفرض الائتلاف مرشحين لمجالسها البلدية، بينما تكرّس أمس نجاح الاتصالات من أجل تغليب التوافق في المجلس البلدي لعاصمة الشمال طرابلس (تجرى انتخاباتها في 30 الجاري)، بعد مشاورات رعاها الحريري بين نواب المدينة ورئيس الحكومة السابق عمر كرامي أدت الى تثبيت الاتفاق على اسم رئيس المجلس البلدي للمدينة، إضافة الى الاتفاق على رئاسة مجلس بلدية الميناء أيضاً، على أن تتشكل اللائحتان اللتان يفترض أن يعكس أعضاؤهما التوافق الحاصل. وكان لافتاً أمس في سياق التحركات الخارجية في اتجاه لبنان، أن السفير الإيراني الجديد في بيروت غضنفر ركن أبادي زار أمس ضريحي الرئيس الراحل رفيق الحريري والقائد العسكري في «حزب الله» عماد مغنية، بُعيد تقديمه أوراق اعتماده الى الرئيس سليمان قبل ظهر أمس. وأشاد أبادي ب «دور الشهيد الحريري البارز طوال السنوات الماضية في توحيد الساحة الداخلية ووقوفه الى جانب المقاومة والجهود الجبارة التي بذلها لترسيخ العلاقات» بين إيران ولبنان. وكان أبادي وصل الى لبنان قبل بضعة أيام. وكان رئيس الوزراء اليوناني باباندريو اجتمع أمس مع الرئيسين سليمان والحريري، إضافة الى مشاركته في المنتدى الاقتصادي العربي وإلقائه كلمة فيه. وقال باباندريو في مؤتمر صحافي مع نظيره اللبناني إن بلاده ستستمر في العمل من ضمن الاتحاد الأوروبي لتمتين الحوار مع لبنان ورئاسة قوات «يونيفيل» واحترام القرارات الدولية والمحكمة الخاصة بلبنان مؤكداً دعم سيادة لبنان واستقلاله. ودعا باباندريو المستثمرين العرب الى الاستثمار في اليونان مشيراً الى التدابير التي اتخذتها حكومته لمعالجة الأزمة الاقتصادية ولتشجيع المستثمرين. ورأى الحريري في المقابل أن عدم تحقيق السلام في المنطقة سيغذي المزيد من التعصب والتطرف. وتحدث الحريري خلال افتتاحه «المنتدى الاقتصادي العربي» عن لبنان «المستقر والمتعافي. لبنان الذي يدخل مرحلة جديدة تؤسس لانطلاقة جديدة في حياتنا السياسية والاقتصادية والإنمائية». وأضاف: «على رغم جميع الصعاب فإن الحكومة اللبنانية الحالية، بتضامن جميع أعضائها، تعمل على حماية لبنان من التوترات الإقليمية. والهدف الذي نطمح إليه اليوم، وأنا على ثقة أنه بمتناول أيدينا، هو تعزيز جميع النجاحات التي حققناها والارتقاء بلبنان الى مستقبل واعد ومزدهر». أما الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى فقد أشار بعد لقائه الحريري الى أن البحث تناول الأخطار على لبنان ورأى أنه يجب الحذر «لكن ليس شرط أن تكون هناك الأخطار موجودة لأن المنطقة كلها فيها اضطراب وتوتر وتتقدم خطوة واثنتين وتتراجع خطوة واثنتين». ووصف جولة الحريري الخارجية الهادفة الى حماية لبنان بأنها «أمر مهم وحركة مطلوبة».