فكرة بسيطة قام عليها فيلم «البسطة»، لكن مؤلفه ومخرجه الإعلامي محمد الحمادي نجح مع نهايته في تحويله إلى حدث كبير حين حصد جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان «رأس الخيمة» للفنون البصرية، ويروي الفيلم كما يقول عنوانه حياة بائع «البسطة» اليومية. الحمادي قال ل«الحياة» إن «فيلم (البسطة) يتناول عمقاً لا يشاهده المارة من أمام ملاك البسطات بشكلِ عام، إذ رصدت كاميرتي حياة البائع اليومية المليئة بالمواقف، وعمدت إلى تسليط الضوء على الجانب الإيجابي للباعة وقناعتهم الذاتية بالمهنة». وتابع مخرج ومؤلف الفيلم: «أحد مشاهد الفيلم الذي قمت بكتابته وإخراجه، يروي تجربة رجل استقال من وظيفته البنكية لإطلاق مشروع بسطة ملابس نسائية، وهنا يروي العمل مفارقة مختلفة، كما تعمدت إظهار تنوع واضح في البسطات، وما تروجه من بضائع مثل الأسماك، والملابس، والبطيخ، إلخ»، لافتاً إلى أن «السعادة رسالة أمل ومن رحم الطرقات تولد أيضاً». وبين المخرج الشاب أن فيلمه البكر جال وصال في مهرجانات دولية عدة، ونال عدداً من الجوائز في مهرجانات مختلفة، مثل مهرجان نقش السينمائي في دولة البحرين، ومهرجان مسقط السينمائي، ومهرجان قبيلة السينمائي في القاهرة، وحصل على النخلة البرونزية في مهرجان أفلام السعودية في الدورة الثانية في الدمام، قبل أن يحصد أخيراً جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية في الإمارات. وأوضح الحمادي أن تجربته «مثلت رهاناً على صناعة الاختلاف بعيداً من نمطية الأفلام الوثائقية، كما أن مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية يعتبر الآن مهرجاناً مهماً على مستوى العالم، إذ ضم مشاركين من كل الدول، وهذا يمنحني نجاحاً مضاعفاً بتحقيق فيلمي جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان عالمي». ويصف مخرج «البسطة» بال«واقعية والفريدة»، ويوضح: «بدأت بقراءات تتعلق بالسينما، ومن خلال مشاهداتي للكثير من الأفلام، نما لدي ميل واضح نحو الأفلام الحقيقية التي تنقل الواقع بطرق مختلفة، أما دخولي إلى مجال الأفلام فيعود إلى عشقي للسينما منذ الطفولة». وعن بداية هوسه بالسينما والتصوير يقول الحمادي «كنت أتجول في قريتي الصغيرة بكاميرتي المنزلية ألتقط الجمال في كل مكان وكبرتُ وكبر معي شغف السينما والأفلام، إذ قدمت برنامجاً في قناة الثقافية السعودية على مدى ثلاثة أعوام، وهو بعنوان (سينما شبابية) ما فتح لي أفقاً أرحب في فضاء السينما، ولا أعتقد بأنني سأتوقف عن صناعة الأفلام القصيرة لأنها وسيلة لإيصال ما أؤمن به إلى الآخرين، وقريباً سيعرض فيلمي الوثائقي الثاني (المركاز) في مهرجان أفلام السعودية في دورتها الثالثة، وصورت هذا الفيلم في جدة، وهي محاولة للتنقل بين بيئات مختلفة».