بدأ شغفه بالتصوير بواسطة كاميرا هاتف، الى أن قاده هذا الشغف لتعلم أصول المهنة من خلال موقع «يوتيوب» قبل ان يبدأ نشر ملامح تجربته المتصاعدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. يقول الفوتوغرافي اليمني معتز النهدي في حديث إلى «الحياة» ان الطريق نحو امتلاك أول كاميرا احترافية في مسيرته الفنية كان شاقاً واقتضى منه العمل سنة كاملة في أحد مقاهي الانترنت ليتمكن من جمع ثمن الكاميرا، فيما أخذ منه تعلم أساسيات التصوير الاحترافي وتقنياته أكثر من 700 ساعة أمضاها على موقع «يوتيوب». انحاز النهدي في تجربته الفنية الى الجانب الغريب المألوف والذي يتم فيه استخدام تقنيات تصوير غير مألوفة للحصول على صور مغايرة كما هي الحال من واحدة من أولى الصور التي قال إنها سلطت النظر جزئياً على تجربته والتي كانت عبارة عن مزيج من الصور البانورامية التي تعرض جمال مدينة عدن بمختلف مناطقها. خاض النهدي الذي يعمل حالياً في مجال التصوير العقاري وتصوير الموضة والأزياء في ماليزيا، غمار المشاركة في مسابقات دولية للتصوير ما عزّز ثقته بنتاجه الإبداعي الوفير. وعن تلك التجربة يقول: «بدأت المشاركة في مسابقات دولية في التصوير في محاولة لنشر تجربتي على نطاق أوسع، وقد تأهلت في مسابقتين وفزت في ثالثة في العام 2013 حين تأهلت في مسابقة حمدان بن محمد بن راشد الدولية للتصوير الضوئي في دبي كأفضل الصور في العالم في محور الأبيض والأسود وطبعت صورتي في الكتاب السنوي الخاص بالجائزة وعرضها في المعارض الخاصة بها. وأيضاً تأهلت في كبرى مسابقات التصوير الضوئي مسابقة منظمة التصوير العالمي «WORLD PHOTOGRAPHY ORGANIZATION «WPO في لندن حيث تأهلت صورتي كأفضل الصور في محور الضوء الخافت من بين 19 الف مصور و55 الف صورة من أنحاء العالم. وعرضت في معرض الجائزة المقام في سامرست هاوس في لندن». ويضيف: «من بعدها حصلت على المركز الأول في مسابقة تيدكس نيميغن الدولية للتصوير في هولندا كأفضل صورة في الفئة العمرية ما بين 16 و40 سنة حيث كان محور المسابقة هو الأبيض والأسود مع لمسة بالأحمر». وعلى رغم الظروف السيئة التي تمر بها اليمن، استطاع النهدي ان يواصل مشواره الفني ليشارك في العديد من المسابقات الدولية ويحصل في العام 2015 على الجائزة الكبرى في مسابقة التصوير الضوئي EXPLORE THE ELEMENTS المقدمة من الشركة السياحية العالمية THOMAS COCK UK وكانت محاور المسابقة هي الماء والأرض والنار والهواء. ويشرح النهدي تفاصيل صورته «بوابة الزمن» التي فازت بالجائزة، والتقطها في إحدى الصحارى اليمنية وفقاً لتقنية التصوير الفلكي والتي انتجت صورة غاية في الجمال. ويقول: «مر التقاط الصورة بمراحل عدة، وهي مأخوذة من صحراء بيحان في محافظة شبوة. وقد استخدمت خمس تقنيات مختلفة في تصويرها وهي: رسم بالضوء على الصحراء بواسطة أضواء سيارتين من كل جانب لإعطاء شكل الصحراء، إضاءة الرجل الواقف في الصورة بواسطة فلاش مربوط لاسلكياً بالكاميرا، جعل الرجل يمسك بضوء ويوجهه إلى أعلى لتوليد الشعاع، ثم أخذ مئات اللقطات للفضاء من الساعة الثامنة والنصف مساء حتى الثانية فجراً، وتحريك الكاميرا إلى أمام باتجاه النجم الشمالي باستخدام سلايدر الكتروني، وأخيراً الدمج الرقمي لجميع مكونات العمل الذي ظهر بالشكل النهائي ونال استحسان لجنة التحكيم».