أوقفت شركة وطنية متعاقدة مع الهيئة العامة للطيران المدني، بغرض المساندة في عمليات الإطفاء والإنقاذ في مطارات السعودية، رواتب عدد من موظفيها منذ سبعة أشهر من دون إبداء أسباب مقنعة لهم، على رغم قيامهم بواجبهم على أكمل وجه. وأبدى الموظفون المتعاقدون استياءهم من الشركة التي يعملون بها جراء التأخير في رواتبهم الذي استمر لأشهر، خصوصاً أن مدير الشركة أصدر خطاباً بتاريخ 24-12-2008 (حصلت «الحياة» على نسخة منه) يعدهم فيه بصرف رواتبهم خلال مدة أقصاها أسبوع، لكن خمسة أشهر مرت على تاريخ الخطاب دون صرف ريال واحد بحسب المشتكين الذين تحدثوا ل«الحياة». يقول الموظفون الشبان إنه على رغم القرارات الصادرة عن أعلى هرم السلطة السياسية في البلد، القاضية بتحديد دخل الموظف السعودي ب1500 ريال كحد أدنى، ومع ان الحكومة أطلقت برنامج «هدف» الذي يدفع نصف رواتب الموظفين الذين يعملون براتب 950 ريالاً، إلا أن رواتبهم لم تصرف على ضآلتها لمدة سبعة أشهر. يقول الموظف بندر الهمزاني الذي يعمل في الشركة منذ سبعة أعوام مع الشركة المذكورة براتب قدره 1150 ريالاً: «على رغم ضآلة رواتبنا إلا اننا نعمل على أمل ترسيمنا في الهيئة العامة للطيران المدني مثل زملائنا الذين سبقونا، إلا ان الشركة تماطل في دفع رواتبنا دون أسباب واضحة». وتمنى الهمزاني أن تتدخل الهيئة العامة للطيران المدني لدى الشركة المتعاقدة بإجبارها على دفع رواتبهم ومستحقاتهم بشكل شهري، لكي تساعدهم في إعالة أنفسهم ومساعدة أسرهم. ويؤكد الموظف محمد المحبس الذي أمضى خمسة أعوام مع الشركة ذاتها براتب 950 ريالاً أنه لا يعلم سبباً لتأخر الرواتب والمستحقات، فالشركة تتذرع أحياناً بأن الهيئة العامة للطيران المدني لم تدفع مستحقاتهم، وأحياناً أخرى بأخطاء من البنوك، ولم نعرف حقيقة الأمر. ويوضح المحبس الذي يحمل الشهادة الثانوية أن رواتبهم التي تبلغ 30 ريالاً يومياً لا تكفي لوقود سيارته وحاجاته الأساسية، وأن ما يدفعه للعمل هو على أمل أن يتكلل انتظاره بترسيمه ضمن موظفي الهيئة العامة للطيران المدني، إلا أن الانتظار طال ولم يلح أمل في الأفق. في حين يشير مقبل الشمري الذي يعمل أيضاً في الشركة منذ خمسة أعوام أيضاً إلى أن تأخر راتبه لمدد طويلة كما يحدث باستمرار يضطره إلى الاستدانة لكي يسد حاجاته اليومية، متمنياً أن يتم إدراجهم ضمن منسوبي الهيئة العامة للطيران المدني بعد التسكين الجديد، لكي تنتهي معاناتهم ومعاناة زملائهم في المطارات الأخرى من السعودية. وقال رئيس الطاقم سليمان الشمري الذي يعمل براتب قدره 1800 ريال إن الشركة رفضت كل طلباتهم بزيادة رواتبهم، موضحاً أن آخر أعذار الشركة في تأخر رواتبهم لأكثر من 3 أشهر أن موظف البنك أخطأ في الحوالة وانتظروا حتى يتم تصحيحها. وقال مشغل برج الإطفاء والإنقاذ والتابع للشركة بسيوني عبدالرؤوف (مصري الجنسية) الذي يعمل براتب قدره 1350 ريالاً انه قدم من بلده لكي يحصل على راتب يعيل به أولاده وبيته، والشركة لم تصرف مستحقاته الإضافية منذ شهر رمضان الماضي لعمله الإضافي، فضلاً عن التأخير الحاصل في الرواتب. من جهته، أوضح مدير مطار حائل الإقليمي حسين مطاوع أن المتعاقدين يتبعون لجهة خدمات الإطفاء والإنقاذ ولا علاقة للمطار بصرف رواتبهم، «لكنهم قدموا شكوى لنا مرة بسبب تأخر رواتبهم ورفعنا شكواهم في حينها»، مشيراً إلى أنهم من خيرة الشباب ويحملون شهادة الثانوية العامة، إضافة إلى عدد من الأجانب. وحاولت «الحياة» الاتصال أكثر من مرة على الشركة لمعرفة أسباب تأخر رواتب المتعاقدين لكن دون جدوى، واكتفى سكرتير الشركة بالقول للمحرر إن المدير في اجتماع وسيتم الاتصال على جوالك. كما حصلت «الحياة» على خطاب موقع من مدير الشركة يعتذر فيه عن التأخير الحاصل في صرف الرواتب موقع بتاريخ 24-12-2008، وإلى الآن لم يتم صرف أي راتب من حينه إلى الآن.