اصطدمت 128خريجة مثّلن أول دفعة من خريجات المعهد التقني العالي هذا العام برفض المجتمع فكرة عمل الفتاة في مجموعة المجالات التي درسنها. وقلن ل«الحياة»: «المجتمع لا يثق بالمنتج المحلي، إذ يتعلل بعدم إتقان الكوادر الوطنية للأعمال اليدوية». في البداية، قالت الخريجة سارة الزهراني (20 عاماً) :«إنني سجلت في هذا المعهد لأنه فكرة جديدة ومختلفة إذ إنني تقدمت للتسجيل في الجامعة ولكن لم استمر فيها، ووجدت أن الدراسة في المعهد ممتعة جداً، إذ إن أسلوبه التعليمي غير ممل، ويحرص على تخريج طالبات متمكنات من الحرف والتخصصات». وأشارت الزهراني إلى أن نظرة المجتمع للمنتج المحلي أو عمل الفتاة لا تزال غير إيجابية، إذ إن الغالبية يفضلن خياطة ثيابهن لدى أجنبيات ظناً أنهن يتقن العمل أكثر، فيما يفضل البعض الآخر أن يكون المنتج مستورداً وهذا ما دفعها بشكل كبير للدراسة في مثل هذا المجال، لكي تغير تلك الأفكار وتثبت أن الفتاة السعودية قادرة على العمل في أي مجال وإتقانه بشكل أفضل. ولفتت الزهراني إلى أن الكثير من الفتيات لديهن الإبداعات الفنية التي تضيف الكثير للتصميم وقالت: «لم تقتصر دراستنا على الخياطة التقليدية، بل كان لدى الفتيات المواهب والإبداع في التصميم والإضافة إلى الثياب مما يجعلها لوحات فنية، وأسهم المعهد في تطوير ذلك وتحسينه». من جانبها، أوضحت زهرة علوي (22عاماً) أن الكثير من المواهب برزت في المعهد ويرجع الفضل في ذلك إلى أسلوب التدريس والمدربات، ما شجّع الفتيات على الاستمرار، وقالت: «كان قرب المعهد من منزلنا أول الأسباب التي دفعتني إلى الدراسة فيه، إذ لم أكن أعلم بوجود قسم للفتيات فيه، وبعد التسجيل وجدت أنه يقدم فرصاً كبيرة، إلى جانب تقديمه فرصاً للابتعاث أيضاً». وأضافت: «أحببت الخياطة أثناء دراستي لها داخل المعهد، إذ يتم تدريبنا عملياً، وكان أسلوب المدربات في التدريب رائعاً جداً». وأشارت إلى أن المعهد يحتاج إلى تزويده بمدربات وآلات لمقابلة زيادة الطلب، وشددت العلوي على أن نظرة المجتمع لفكرة عمل الفتيات في مثل هذه المجالات لم نتجاوزها بعد، إذ إننا في مرحلة متقدمة من تجاوز المجتمع لتلك الأفكار، والتي تجعلنا نستهلك الكثير من المنتجات المستوردة واستقطاب العمالة الأجنبية التي قد لا تكون ذات خبرات كبيرة أو لا تقدم لنا الكثير. من جانبها، قالت عميدة المعهد التقني العالي في جدة نيقار عبدالرحمن جان: «إن الطالبات الخريجات، سيضفن إلى اليد العاملة السعودية الشيء الكثير». يذكر أن خريجات هذه الدفعة كن من أقسام متنوعة منها تخصص تقنية الخياطة والتفصيل والتصميم وإنتاج الملابس الذي يضم أساسيات تصميم وإنتاج الملابس، تقنيات إنتاج الملابس، أسس رسم الباترونات، تطبيقات فنية في الملابس ، تصميم الأزياء، مهارات التطريز الآلي، تنفيذ ملابس الأطفال والملابس الخارجية والمنزلية، أسس التشكيل على المانيكان، إنتاج الملابس الجاهزة صناعياً، تصميم الأزياء بالحاسب الآلي، تنفيذ ملابس السهرات، و إدارة مشاغل تصميم وإنتاج الملابس. علماً أن فترة الدراسة في المعهد تتضمن 420 ساعة تدريب في سوق العمل.