شددت المملكة وفرنسا على دعمهما لوحدة وأمن واستقرار لبنان من خلال مؤسساته الرسمية، خصوصاً الجيش. وأكدتا ضرورة انتخاب رئيس - بأسرع وقت ممكن - يمكنه جمع كل الأطراف ليتمكن لبنان من تجاوز الأزمة التي يمر بها حالياً. وأعلنتا استعدادهما لمواصلة وتعزيز التعاون الثنائي الذي يرمي إلى مكافحة أسباب التطرف والعنصرية والطائفية، وتجفيف مصادر تمويل الإرهاب، والحد من ظاهرة العنف بجميع أشكاله بما في ذلك العرقي والديني. وأوضحتا في بيان مشترك مساء أول من أمس (الجمعة) عقب اختتام زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف زيارة رسمية إلى فرنسا، أهمية الحد من العنف والتطرف من خلال العمل العميق على الأصعدة السياسية والفكرية والأمنية، والتزامهما في إطار التحالف الدولي ضد داعش. وأثنيتا على كل الجهود التي يمكن بذلها في هذا المجال من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة، ومن بينها تشكيل التحالف الإسلامي المناهض للإرهاب. وفي ما يأتي نص البيان بحسب وكالة الأنباء السعودية: نص البيان نظراً لعلاقات الصداقة والتعاون الوثيق التي تجمع بين المملكة وفرنسا، واستجابة لدعوة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، قام ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بزيارة رسمية إلى فرنسا من 3 إلى 4 آذار (مارس) الجاري. وخلال زيارته، التقى الرئيس فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء مانويل فالس، ووزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية جان مارك إيرولت، ووزير الداخلية برنار كازنوف، ووزير الدفاع جان إيف لودريان، ووزيرة البيئة والطاقة والبحار سيغولين روايال، والمدير العام لجهاز الأمن الخارجي برنار باجولي، والمدير العام لجهاز الأمن الداخلي باتريك كالفار، ورئيس معهد العالم العربي جاك لانغ. وشكلت هذه اللقاءات فرصةً لعقد مناقشات رسمية بين الطرفين، في إطار روح التقدير والصداقة المتينة بينهما، كما سمحت بمراجعة ودرس آفاق التعاون الثنائي في جميع المجالات والسبل المتاحة لترسيخ وتعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين. وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للعلاقات الممتازة المتينة بين فرنسا والمملكة وتطورها على جميع الأصعدة: السياسية والأمنية والاقتصادية والشؤون المالية والتجارة والصناعة والتعليم والثقافة. وأعربا أيضاً عن رغبتهما في تطوير مجالات تعاون جديدة من أجل تعزيز الاستثمارات للجانبين، كما أعادا التأكيد على التزامهما بإحراز التقدم في تحقيق العديد من مشاريعهما الثنائية خلال الدورة الثالثة للجنة المشتركة التي ستنعقد في باريس في شهر نيسان (أبريل) برئاسة ولي العهد السعودي، ووزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي. وتبادل الجانبان وجهات النظر حول القضايات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وناقشا السبل الممكنة لتعزيز الأمن والاستقرار الدوليين. وفي ظل روح الشراكة التي تجمعهما في مجال مكافحة الإرهاب، أكد الجانبان مجدداً التزامهما في إطار التحالف الدولي ضد داعش، وأثنيا على كل الجهود التي يمكن بذلها في هذا المجال من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة، ومن بينها تشكيل التحالف الإسلامي المناهض للإرهاب. وأعرب الجانبان أيضاً عن استعدادهما لمواصلة وتعزيز التعاون الثنائي الذي يرمي إلى مكافحة أسباب التطرف والعنصرية والطائفية، وتجفيف مصادر تمويل الإرهاب والحد من ظاهرة العنف بجميع أشكاله، بما في ذلك العرقي والديني. وأكد الجانبان أهمية الحد من العنف والتطرف من خلال العمل العميق على الأصعدة السياسية والفكرية والأمنية وإضافة إلى ذلك، جرت مناقشة التطورات المستجدة في منطقة الشرق الأوسط. ضرورة التوصل إلى حل سياسي موثوق في سورية. وفي ما يتعلق بسورية أكد البلدان ضرورة التوصل إلى حل سياسي موثوق، وهو الطريقة الوحيدة لإرجاع السلام بشكل دائم ومحاربة الإرهاب بشكل كامل، كما أعادا التأكيد على دعمهما للهيئة العليا للمعارضة، وأكدا ضرورة التحسين المستدام للوضع من أجل السماح باستئناف المفاوضات بين الأطراف السورية، وفقاً لبيان جنيف وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وفي هذا الصدد، أكدا تأييدهما لوقف الأعمال القتالية الذي دخل حيز التنفيذ في 27 شباط (فبراير) الماضي، مع التشديد على حرصهما على تنفيذه ومذكرين بأن المجموعات التي سماها مجلس الأمن فقط هي المستثناة من الهدنة. وأخيراً أكدا ضرورة وصول المساعدات الإنسانية الحرة وغير المحدودة والفورية، وفقاً للقانون الدولي، لمساعدة جميع السوريين. أعلنا دعمهما لبرنامج مصالحة وطنية في العراق أكد الجانبان دعمهما الكامل للحكومة العراقية في جهودها الرامية إلى إيجاد حل سياسي دائم للأزمة التي يمر بها العراق، وذلك من خلال اعتماد برنامج للمصالحة الوطنية يشمل جميع مكونات المجتمع العراقي. وأكدا مجدداً دعمهما للائتلاف العربي في اليمن والسلطات الشرعية في البلاد، فضلاً عن العمل الذي يقوم به المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد وأعربا عن قلقهما الشديد إزاء تدهور الوضع الإنساني. وشدد الطرفان على دعمهما لوحدة وأمن واستقرار لبنان من خلال مؤسساته الرسمية، لاسيما الجيش. وأكدا ضرورة انتخاب رئيس - بأسرع وقت ممكن - يمكنه جمع كل الأطراف ليتمكن لبنان من تجاوز الأزمة التي يمر بها حالياً. كما تم تناول القضية الفلسطينية، واتفق البلدان على ضرورة استئناف عملية السلام الفلسطيني الإسرائيلي، وأعربت المملكة العربية السعودية عن دعمها للمبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي حول هذا الموضوع. وأكد الجانبان أهمية استقرار الوضع في المنطقة الذي يؤثر في استعادة الأمن والاستقرار في العالم والشرق الأوسط بشكل خاص. وأعرب الأمير محمد بن نايف عن شكره وتقديره لرئيس فرنسا ورئيس الوزراء والحكومة الفرنسية والشعب الفرنسي الصديق على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي حظي بها والوفد المرافق له خلال الزيارة.