شهدت أزمة دارفور أمس تطورات مفاجئة، بعدما منعت السلطات التشادية زعيماً متمرداً بارزاً من المرور عبر أراضيها متوجهاً إلى قواعده في إقليم دارفور، غرب السودان. وشكل قرار إبعاد زعيم «حركة العدل والمساواة» خليل إبراهيم، وبرفقته عدد من قادة مجموعته، من نجامينا خطوة مفاجئة كون الزعيم المتمرد كان إلى فترة قريبة أحد أكثر حلفاء حكومة الرئيس إدريس دبي الذي ينتمي، مثله مثل خليل إبراهيم، إلى قبيلة الزغاوة. وأعلنت «حركة العدل والمساواة» إنها رفضت عرضاً من الحكومة التشادية بنقله من نجامينا إلى الدوحة، وحمّلت الرئيس إدريس دبي مسؤولية ما يمكن أن يحصل له ولقادة التمرد، وحذّرت من أن تسليمه إلى الخرطوم سيكون له «عواقب وخيمة»، علماً أن السلطات السودانية أصدرت مذكرة توقيف دولية عبر «الانتربول» للقبض عليه. وكانت تشاد رفضت استقبال إبراهيم ومجموعة من قيادات حركته على أراضيها بعد وقت قصير من وصوله فجراً إلى نجامينا آتياً من القاهرة عبر طرابلس، وحجزت جواز سفره التشادي. ورحّب مستشار الرئيس السوداني، مسؤول ملف دارفور، غازي صلاح الدين بالخطوة التشادية، قائلاً إن نجامينا جددت التزامها كل الاتفاقات الموقعة مع الحكومة السودانية ومنعها لأي حركة مسلحة من استخدام أراضيها ضد السودان. أما الناطق باسم «العدل والمساواة» أحمد حسين آدم فقال ل «الحياة» هاتفياً إن احتجاز خليل في نجامينا ومنعه من العبور إلى دارفور «سابقة خطيرة»، واعتبر عرض نجامينا نقله إلى الدوحة بمثابة ضغوط من أجل حمله على التفاوض مجدداً مع الحكومة السودانية. واستبعد أن تسلّم نجامينا خليل إلى الخرطوم بحسب مذكرة توقيفه عبر «الانتربول»، قائلاً: «لا يستطيع أحد تسليم خليل إلى الخرطوم لأن ذلك لعب بالنار وستكون له عواقب وخيمة». ونقلت وكالة «رويترز» أمس عن خليل إبراهيم إن التشاديين أتلفوا جوازات سفر جميع مرافقيه وأمروه بالعودة إلى طرابلس. وأضاف هاتفياً للوكالة من داخل الطائرة المتوقفة في مطار نجامينا إنه ورجاله قليلو الحيلة الآن لأنهم لم يعد معهم ما يثبت هوياتهم. وتابع إن التشاديين بتصرفهم هذا يريدون هدم قضية حركته، مضيفاً أنه على متن طائرة الخطوط الجوية «الافريقية» الليبية منذ 12 ساعة. واعتبر أن هناك «مؤامرة» من تدبير الحكومة التشادية والوسطاء الدوليين ضد الحركة لاجبارها على العودة الى محادثات السلام المتعثرة مع حكومة السودان والتي تستضيفها قطر. وقال إبراهيم ل «رويترز» إن شركة الخطوط الجوية رفضت اعادتهم الى ليبيا لأنهم لا يحملون جوازات سفر وإنه رفض نقلهم إلى قطر كما اقترح فريق الوساطة في محادثات دارفور. وعلّقت الحركة هذا الشهر مشاركتها في المحادثات التي تستضيفها الدوحة، متهمة الخرطوم بقصف المدنيين. واندلعت اشتباكات بين الجانبين منذ ذلك الحين في دارفور. وقال وزير داخلية تشاد أحمد محمد بشير إن بلاده لا تريد مرور أعضاء في «حركة العدل والمساواة» عبرها. وأضاف أن بلاده أعادت العلاقات مع السودان وبالتالي فإنها لا تستطيع أن تسمح بمرور هؤلاء الاشخاص غير المرغوب فيهم عبرها. ويهيمن على «حركة العدل» أفراد قبيلة الزغاوة الذين يعيشون في دارفور وتشاد المجاورة. ويرتبط إبراهيم بصلات عائلية وثيقة مع الرئيس التشادي ادريس دبي.