قد لا يكون التاريخ وحتى الجغرافيا في مصلحة سلوفينيا التي انبثقت حديثاً من خلاله «الاتحاد اليوغسلافي»، لكن «الروح الجماعية» للاعبي منتخبها الأول جعل منها أكثر دول الاتحاد سابقاً شهرة في الآونة الأخيرة والأقدر على مقارعة المنتخبات العالمية، وصحيح أن مهاراتهم لا تقارع نظرائهم الروس والسويديين والكروات مثلاً، لكنهم، في النهاية سيكونون بين أبرز الحضور في المونديال المقبل، بينما يغيب أرشافين وزالاتان إبراهيموفيتش ونجوم آخرين، ومنذ عام 1999 دخل منتخب هذا البلد، الواقع جنوب شرق أوروبا والذي لا يتعدى عدد سكانه مليوني نسمة، عصراً كروياً جديداً تميزه الوثبة التي حققها في التأهل لأول مرة إلى نهائيات كأس الأمم الاوروبية عام 2000، بعدما فازت على أوكرانيا في مباراة الحسم (بهدفين لهدف وتعادل بهدف لهدف). وكانت بطولة الأمم الأوروبية مناسبة للعالم لاكتشاف هذا المنتخب الجديد الذي قدم مستويات رائعة على رغم عدم عبوره الدور الأول، حيث تعادل مع يوغسلافيا (3 - 3) ومع النروج (دون اهداف) وخسر بفارق هدف أمام إسبانيا (2 - 1)، ولم ييأس المنتخب السلوفينيي وعاود إنجازاً آخر أكثر أهمية هذه المرة، إذ تأهل لأول مرّة إلى نهائيات كأس العالم في عام 2002 لكنه حصد ثلاث هزائم متتالية أمام إسبانيا (3-1)، وجنوب افريقيا (1-0) والباراغواي (3-1)، وألقت هذه المشاركة السيئة بظلالها على مستقبل المنتخب السلوفيني فتراجع مستواه لاحقاً، حيث سجل يوم ال 12 من تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2002 أثقل هزيمة له في تصفيات الأمم الأوروبية 2004 ضد المنتخب الفرنسي بنتيجة خمسة أهداف دون رد، وفشل في التأهل لكأس الأمم الأوروبية، وأيضاً لنهائيات كأس العالم عام 2006. وبدا واضحاً أن هذا الفشل لم يكن سوى «كبوة جواد»، فقد عاد المنتخب السلوفيني لاحقاً وفرض نفسه في التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال عبر مجموعته المكونة من التشيخ وسلوفاكيا وسان مارينو وايرلندا الشمالية وبولندا، ما مكنه من خوض مباراة الملحق أمام المنتخب الروسي (البلد الجار) في مباراة وصفها مدرب المنتخب ماتياز كيك على أنها «معركة للقلوب»، وأنها بين منتخب «تقل مساحة بلده تقريباً عن مساحة موسكو»، وأصبح هذا الفوز حافزاً للفريق على تغيير نظرته لمنافسيه وعدم الرهبة من الأسماء الكبيرة، وكان كيك أكبر السعداء بالفوز على المنتخب الروسي بتأكيده أنه «كان واضحاً أن قلوبنا كانت أكبر من روسيا بأكملها، والعزيمة الرائعة وروح الفريق لدي لاعبينا كانتا وراء تفوقنا في هذه المواجهة». ولا يحلم سوى «بتحقيق أول فوز في المونديال» حيث يمني لاعبوه النفس بأن يكون المنتخب الجزائري أول ضحاياهم في جنوب افريقيا. معلومات عن الدولة تأسيس الاتحاد السلوفيني لكرة القدم: عام 1920. الانضمام ل «الفيفا»: عام 1992. أفضل مركز في تصنيف «الفيفا»: 25 عام 2001. أسوأ مركز في تصنيف «الفيفا»: 134 عام 1993. مشاركاته السابقة في بطولات كأس العالم: مرة واحدة عام 2002. أفضل نتيجة في بطولات كأس العالم: الدور الأول في بطولة 2002. تاريخ التأهل للنهائيات: 18 نوفمبر 2009. مجموعة سلوفينيا: إنكلترا - الجزائر - أميركا