أوصى رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري الدورة ال 26 للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) أمس، ب «إيجاد الوسائل الكفيلة بإلزام الحكومات أو التزامها تبني ووضع آليات لتنفيذ برنامج العمل العالمي للشباب، والتزام قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة والوفاء بتعهداتها لتطوير سياسات شاملة ومتكاملة للشباب». واعتبر في افتتاح المرحلة الثانية للدورة المتمثلة بالاجتماع الوزاري، في بيت الأممالمتحدة في بيروت، أن التحدي في هذا المجال هو إتاحة الفرصة أمام الشباب من جانب اصحاب القرار العرب. ودعا نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني عبد الكريم الأرحبي الدول المتقدمة الى تحمل مسؤولياتها ازاء الأزمة المالية الدولية وآثارها على الدول النامية، عبر «إرساء قواعد جديدة للاقتصاد العالمي أكثر عدلاً». وأعلن وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني جعفر حسان، الذي تسلّم رئاسة الدورة ال 26 من نظيره اليمني، وجود إجماع على أن التنمية المستدامة هي «المبتغى»، مشيراً إلى أن «مجتمعاتنا تملك أعلى المعدلات على المستوى العالمي للفئات العمرية تحت 25 سنة، وتشكل 60 في المئة من عدد سكان المنطقة». وأعلن أن معدل البطالة في المتوسط «يصل في دولنا إلى 25 في المئة بين فئة الشباب». وعرض الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية مستجدات العمل المشترك في مجلس التعاون على مستويات السياسة والاقتصاد والأمن والشباب. وتلا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة الأمين التنفيذي ل «إسكوا» بدر عمر الدفع رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون الذي لفت إلى «التحديات الكبرى التي تهدد المنطقة باستمرار، من تغير المناخ وندرة المياه وأزمة الغذاء». وأكد الدفع في كلمته أن «إسكوا» استطاعت «الاستمرار في أداء رسالة إنمائية تزداد صعوبة، في ظل الظروف القاسية التي تواجهها المنطقة وبلدانها». ودعا بري في كلمته الى «وضع استراتيجيات ملموسة تستهدف الشباب، وتحدد مجموعة من الأولويات التي تحرص على إتاحة الفرص الكافية أمام استخدام طاقاتهم وإمكاناتهم في كل المجالات والاتجاهات». وأضاف: «كنت أتمنى تقديم نموذج في تنفيذ برنامج العمل العالمي للشباب الذي اعتمدته الأممالمتحدة عام 1995 ومرت عليه حكوماتنا مرور الكرام، لذا اسمحوا لي أن اقدم لبنان نموذجاً للعثرات وفي رسم استراتيجيات شبابية، ليس بقصد النيل من أحد، فأنا اقف في صلب النظام ولو أني أحاول عدم الغرق فيه». واعتبر بري أن «الوقائع تؤكد قصور او عجز او رفض الحكومات في منطقة «إسكوا»، اعتماد سياسات وطنية شاملة ومتكاملة للشباب». وسأل: «ألم يحِنْ الوقت بعد لتحقيق اعتراف رسمي عربي على مستوى جامعة الدول العربية وأنماط السلطات العربية بقيمة الشباب كمورد بشري؟». واعترف باسم المؤسسات البرلمانية العربية والإقليمية بأن «لا وجود لأجندة مطمئنة في اقطارنا، ولا وجود لسياسات شبابية». وشدد على «تركيز دور الدولة في النشاط الاقتصادي على مسألتين، هما معاناة الناس من البطالة والإفقار والتهميش الاجتماعي، والهجرة وسط تجاهل الدولة لأدوارها الاقتصادية ولأسبابها... والأصح أن الهجرة أصبحت استراتيجية رسمية للهروب من مشكلة البطالة»، مشيراً الى انعدام القيود على الشباب في الخارج ولافتاً الى انتخاب فتاة من اصل لبناني ملكة جمال للولايات المتحدة. واستغرب الاعتماد على الشباب للمقاومة وعدم الاهتمام بهم على الصعيد الاقتصادي، داعياً شباب لبنان إلى «إعادة تشكيل روابطكم الطالبية، ابعثوا الحياة في الاتحاد الوطني للطلبة الجامعيين، واقتحموا الأحزاب والمؤسسات السياسية واسكنوها بنبضكم، لأنها الوسيلة الوحيدة لردم الهوة بين رؤية الأممالمتحدة للمستقبل ولعالم الشباب، وتراجع الحكومات عن الاستثمار على أعماركم».