إذا كان زواج ثمانيني سعودي من فتاةٍ عمرها 10 سنوات محل نظر، فإن زواج سبعيني تركي من فتاة عمرها 17 سنة يعد مدعاةً للانتحار وفضيحة، ومخالفة للقانون وعنواناً مغرياً لتصدر الصحف الرصينة و «التابلويد» (الفضائحية). على مدى عام، بقيت الصحف التركية تتابع عن كثب خبر زواج رجل الأعمال التركي هاليس توبراك (71 سنة) على نازل تقي زاده (17 سنة)، الذي انتهى بمحاولة العروس الصغيرة الانتحار في شرق تركيا. وأعادت قضية تقي زاده فتح ملف زواج القاصرات في تركيا، التي تقف الأسباب المادية خلف معظمها. وذكرت الصحف التركية الصادرة الأسبوع الماضي أن الفتاة التركية التي حاولت الانتحار لم تكمل عامها الأول من الزواج، وأن الزيجة التي تمت صيف العام الماضي، بعد موافقة أهلها على زواجها من رجل الأعمال الثري، كانت مفاجأة للجميع وخصوصاً زوجة توبراك السابقة وأم 10 من أبنائه. ولم يكن لقصة توبراك أن تخرج إلى العلن لولا الحجز على 20 من شركاته من قبل «صندوق الائتمان والادخار» التركي، ومعها ظهرت أطماع عائلة تقي زاده الحقيقية، بحسب توبراك، إذ أبدى في شباط (فبراير) الماضي ندمه على زواجه من الفتاة الصغيرة، لأنه جلب العار إلى اسمه، وقال: «قالت لي عائلتها، نحن اخترناك لأنك تملك طائرات ويخوت. وهذا كله ذهب الآن. أنت الآن أسوأ منا». ومنذ الحجز على شركات توبراك، بدأت الحروب اليومية بين العروس الصغيرة وزوجها العجوز، بحسب محامي توبراك، ومعها بدأت مطالباتها الدائمة له. وذكر المحامي، بعد البدء في إجراءات الطلاق بين الاثنين، أن توبراك دفع في عام كامل على عروسه الصغيرة وعائلتها ما يعادل نحو 340 ألف ريال سعودي، وذلك في معرض رده على أن توبراك أساء معاملة تقي زاده حتى وصلت إلى محاولة الانتحار. وكانت نازل تقي زاده تزوجت بتوبراك في منزله الصيفي في تموز (يوليو) العام الماضي قبل أن تقدم على الانتحار الشهر الماضي. وذكرت نازل أنها تحب زوجها لكنها واقعة تحت الضغط. وينتظر أن تجد نازل وعائلتها نفسيهما في وجه دعوى رفعها توبراك يطالب فيها بمبالغ تصل إلى حوالى 375 ألف ريال سعودي، نظير الأضرار النفسية التي تعرض لها في زيجته. يذكر أن مجموعة من الناشطات التركيات في مجال حقوق المرأة يعتزمن شن حملة ضد «زواج الصغيرات»، وتستهدف جمع 20 ألف توقيع من كل البلد لرفع سن الزواج القانوني إلى 18 سنة. وبحسب التجمع النسائي، فإن 37 في المئة من الزيجات في تركيا هي لحالات الزواج من صغيرات، وأن النسبة ترتفع إلى 68 في المئة في الجنوب التركي، كما أن العام الماضي شهد 693 حالة خروج من التعليم الابتدائي بسبب الزواج، وأن 18 حالة منها فقط كانت لذكور.