تستعد «عاصمة الضباب» لندن ل«عاصفة كروية» تجمع قطبيها توتنهام وأرسنال في مواجهة سيستفيد منها على كل الأحوال المتصدر ليستر سيتي، ضمن مباريات المرحلة ال29 اليوم السبت بلقاء قمة في شمال العاصمة بين توتنهام وضيفه أرسنال على ملعب «وايت هارت لاين». وتحدد هذه المعركة بين الغريمين مشهد المنافسة مع ليستر المتصدر في السباق الأخير نحو اللقب. فبعد حلوله وراء أرسنال في الترتيب خلال السنوات ال20 الأخيرة، يبدو توتنهام مرشحاً قوياً للتقدم على المدفعجية، بعد سلسلة من ستة انتصارات متتالية توقفت بخسارة وست هام الأخيرة. ويحلم توتنهام بلقبه الأول في الدوري منذ 1961، وينتظر جمهوره هذه المباراة بفارغ الصبر إلى درجة أن أسعار بعض تذاكرها وصلت في السوق السوداء إلى 800 جنيه استرليني (1135 دولار أميركي) أي 10 أضعاف قيمتها الحقيقية. وبعد أن كان مرشحاً قوياً لإحراز لقبه الأول منذ 2004، في ظل تراجع منافسيه الاعتياديين تشلسي ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي، تصدر أرسنال الترتيب لفترة قبل أن يخسره لمصلحة ليستر، وهو يدخل إلى موقعته مع توتنهام على خلفية خسارتين على التوالي أمام مانشستر يونايتد (3-2) وسوانسي (2-1). ورأى مهاجم أرسنال التشيلي اليكسيس سانشيس بعد السقوط أمام سوانسي: «أعتقد بأنه يمكننا إحراز اللقب مع هذه التشكيلة، لكننا بحاجة إلى عطش الفوز. نفتقد إلى الثقة بالنفس بأننا قادرون على إحراز اللقب». وفي ظل إشاعات قدوم المدرب الإيطالي انتونيو كونتي للإشراف عليه، يستقبل تشلسي حامل اللقب ستوك السابع والفائز في مبارياته الثلاث الأخيرة. فيما يحلم ليستر سيتي بمواصلة الانفراد بالصدارة معولاً على هفوات مطارديه عندما يحل على واتفورد ال12، وشهدت المرحلة الماضية مجريات دراماتيكية، فعلى رغم تعادل ليستر مع وست بروميتش (2-2)، إلا أن أندية توتنهام وأرسنال ومانشستر سيتي تعرضت لخسارات مفاجئة أمام وست هام (صفر-1) وسوانسي (1-2) وليفربول (صفر-3). ونتيجة لذلك، بقي «الذئاب» تحت إشراف مدربهم الإيطالي المخضرم كلاوديو رانييري في صدارة البرمير ليغ بفارق ثلاث نقاط عن توتنهام وست عن أرسنال و10 عن سيتي. وقال جناح ليستر مارك البرايتون: «هذه كرة القدم. أعتقد بأنه في آخر مباراتين على أرضنا، حصلنا على عدد هائل من الفرص للفوز في المباراتين». وتابع: «كان الوقت متأخراً أمام نوريتش لتحقيق الفوز، لكننا ضغطنا كثيراً حتى النهاية وهذا أمر مهم». أما زميله داني درينكواتر، الذي سجل في مرمى وست بروميتش، فقال: «الثلثاء كان نقطة مهمة في الاتجاه الصحيح. خاب أملنا لعدم الحصول على النقاط الثلاث، لكن أعتقد بأننا لعبنا جيداً، ويمكن الاستفادة من ذلك في مباراة السبت (ضد واتفورد)». ويمتلك ليستر أفضل رصيد خارج أرضه هذا الموسم مع ثمانية انتصارات وخسارتين، وهو يعول بشكل رئيس على هدافه الدولي جيمي فاردي، والجناح الجزائري الدولي رياض محرز. وفاز ليستر ذهاباً (2-1) على ملعبه، لكن أبرز لقاء بين الفريقين في السنوات الماضية كان في أيار (مايو) 2013، عندما فاز واتفورد (3-2) في مجموع مباراتي نصف نهائي الملحق المؤهل إلى البرمير ليغ. لكن ليستر استفاق من خسارته تلك، ونجح بالعودة إلى دوري الأضواء بعد عام، ويسعى الآن إلى إحراز اللقب الأول في تاريخه في موسمه الثاني بعد عودته إلى البرمير ليغ. ويعيش تشلسي فترة رائعة، بعد بداية موسم كارثية أطاحت بمدربه البرتغالي جوزيه مورينيو وجاءت بالهولندي المخضرم غوس هيدينك حتى نهاية الموسم. وهرب تشلسي من مواقع الهبوط وأصبح عاشراً بفارق ثماني نقاط عن رابع الترتيب المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا. ويستعد تشلسي لمواجهة باريس سان جرمان الفرنسي الأربعاء في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد خسارته ذهاباً (1-2).