أرجأت السلطات المصرية مجدداً موعد إلقاء رئيس الوزراء شريف إسماعيل بيان حكومته أمام البرلمان، فبعدما أعلن تحديد جلسة الأسبوع المقبل لعرض البيان، خرج وزير الشؤون القانونية ومجلس النواب مجدي العجاتي أمس ليعلن أن إسماعيل اتفق مع رئيس البرلمان علي عبدالعال على عرض البرنامج على مجلس النواب في 27 الشهر الجاري. وعزا الوزير الإرجاء إلى سفر عبدالعال إلى زامبيا لحضور اجتماع «الاتحاد البرلماني الدولي» منتصف الشهر. وقال العجاتي في بيان وزع على الصحافيين: «نأمل بانتهاء مجلس النواب من مناقشة نصوص لائحته الداخلية والموافقة عليها، حتى يبدأ في مزاولة مهماته التشريعية والرقابية ويقوم بمناقشة برنامج الحكومة تمهيداً للحصول على ثقته». ومن المقرر وفقاً لأجندة البرلمان أن يعود إلى الانعقاد الأحد المقبل، لاستكمال تمرير مواد لائحته التي من المقرر الانتهاء منها الاثنين المقبل، تمهيداً لعرضها على مجلس الدولة لمراجعة صياغتها القانونية قبل أن تعود إلى البرلمان لإقرارها، ليخوض بعدها النواب معركة تشكيل اللجان البرلمانية. وفي سيول، بدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نشاطه الرسمي في زيارة يختتمها اليوم، بمناقشة التعاون الاقتصادي مع كوريا الجنوبية. والتقى السيسي نظيرته الكورية الجنوبية بارك غوين-هاي، وأصدرا إعلاناً مشتركاً تعهد «الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الشاملة، وتوقيع عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم بين البلدين». وركزت المحادثات على «تعزيز التعاون الاقتصادي»، بحسب بيان للرئاسة المصرية، كما كرر السيسي تأكيده أهمية «التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تواجه دول منطقة الشرق الأوسط للحفاظ على سلامتها الإقليمية وسيادتها على أراضيها». وحذر من «أخطار الإرهاب التي تضاعف من معاناة دول المنطقة»، معتبراً أن «الجماعات الإرهابية كافة تستقي أفكارها المتطرفة والمغلوطة من المصدر ذاته، رغم اختلاف مسمياتها». وتطرق السيسي إلى الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية، مشيراً إلى أن «مصر وافقت على قرار مجلس الأمن بتشديد العقوبات على كوريا الشمالية، واعتبرت تجربة التفجير النووي التي قامت بها بيونغيانغ في كانون الثاني (يناير) الماضي تهديداً صريحاً لجهود منع انتشار أسلحة الدمار الشامل وللسلام العالمي». وأكد «ضرورة العمل على تخفيف حدة التوتر في العالم ووقف سباق التسلح بين الدول». ودعا إلى «عودة السياحة الكورية إلى مصر لسابق عهدها»، مشيراً إلى «تحسن الأوضاع الأمنية في مصر والاستقرار الذي تتمتع به في الوقت الحالي»، فيما أكدت الرئيسة الكورية الجنوبية، وفق البيان المصري، «توافر الإرادة السياسية لتطوير التعاون والارتقاء به، والاهتمام بزيادة الاستثمارات الكورية في مصر». وعقد السيسي ومرافقوه اجتماعاً موسعاً مع رئيس الوزراء الكوري هوانغ كيو-آن، أشاد خلاله الأخير، وفق البيان المصري، ب «العلاقات القوية التي تجمع بين البلدين». وأعرب عن «تطلع بلاده لتطوير العلاقات، مشيراً إلى الزخم الذي يشهده التعاون بين البلدين في ضوء ما تم التوقيع عليه من اتفاقات ومذكرات تفاهم للعمل المشترك في مختلف المجالات». ودعا السيسي سيول إلى «التعاون في تنفيذ المشاريع ذات الأولوية للاقتصاد المصري، خصوصاً في قطاع البنية التحتية». وأكد أن «مناخ العمل والاستثمار في مصر آمن ومستقر». وأعرب عن «اهتمام مصر باستعادة التدفقات السياحية من كوريا الجنوبية، وحرصها على توفير وسائل الراحة والأمان لهم». وزار الرئيس المصري مقر البرلمان الكوري الجنوبي حيث عقد اجتماعاً مع رئيس البرلمان تشانغ أوي-هوا، كما حضر الجلسة الختامية لمجلس الأعمال المصري - الكوري المشترك، وشهد مراسم توقيع عدد من مذكرات التفاهم، وألقى كلمة أكد فيها عزم مصر على «إرساء أحد أهم نماذج التحول الديموقراطي في منطقتها رغم ما نواجهه من تحديات».